السبت، سبتمبر 11، 2021

بلوط وعلقم

 



في الإذاعة المدرسية وفي صباحها الباكر، كنتُ أقف خلف مكبر الصوت، أقرأ القرآن يوما، وأغني في آخر الإذاعة يوما آخر، ومرّ على هذا الحال عام كامل أسرح فيه وأمرح حتى أتى ذلك اليوم الذي التحقت فيه ابنتان جديدتان تكبراني بعام بالإذاعة المدرسيّة ، فكان أول ما صنعتا أن أحضرتا أشرطة لقارئ من القراء، وحالوا بيني وبين القراءة، فضلا عن أني ابتليت ذلك العام بالتأخر القسري عن الحضور بسبب انتظاري لإخوتي حتى ينتهوا من استعداداتهم الصباحية، فكنت أصل في أحسن الأحوال وقت اصطفاف الطوابير وبداية الإذاعة، أو أصل وقد دخلت الطالبات فصولهن.

كانت الابنتان الجديدتان واللتان يحلو لي أن أسميهما بلوط وعلقم تجتهدان في درئي عن مكبر الصوت بكل ما أوتيتا من قوة، وكلما حاولت أن أنشد قالتا أتينا بنشيد، وعندما أحاول القراءة يأتيان بقارئ جديد، وهكذا حتى منّ الله عليهما وتخرجا ذلك العام فصفا الجو لي ولله الحمد وعدتُ إلى الإذاعة عودة الغريب إلى وطنه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق