الخميس، سبتمبر 16، 2021

تلك مشكلتك ..




عندما تقرأ لإنسان قد امتلأ فخرًا وعزا بما لديه من الحقيقة وإن كانت معطلة فيجابه كلَّ ذلك ما في نفسك من إحباط فتلك مشكلتك، أو عندما تسمع بنجاح فلان من الناس بعد مثابرة متواصلة في طلاب ما يريد وتتذكر أنك كنت تجلس واضعا رجلا على رجل وتتمنى ما وصل إليه لكنك لم تصل فتلك مشكلتك، عندما ترى الناس يتسابقون نحو أحلامهم وأنت لا تمتلك حُلما حتى لتسعى نحوه فتلك مشكلتك، لم يكتفك الساعون نحو أمانيهم، ولا المهرولون في اقتناص الفرص والمثابرة على الأمر حتى يُفتح لهم الباب، ولم يحتمل أحد جريرة كسلك، ولم يكن لأحد الحق في منعك عن تحقيق مطلوبك، من منعك فثب عليه وخذ حقك، ومن آذاك وظلمك فافترسه بمخلبك ونابك، وكن ذئبا قبل أن تفترسك الذئاب.
لا تكن متسامحا إلى الحد الذي يجعلك مدعسة للمارين، ولا تكن سلة مهملات تحتضن بين جنباتها كل ما هو محزن ومؤذ، لا تتعود الحزن، ولا تستسلم لدواعي الكسل، غير نمط حياتك، واكسر روتينك الممل بكل ما يحظيك بابتسامة عريضة، ويرسم البسمة في وجه الآخرين.
أبشرك ستجد من يحبطك، ستسمع كلمات تعيدك إلى نقطة الصفر، بل ستسمع من يجردك من فضائلك، وقد تتهم بالنفاق والأشر والكبر وغيرها من الأوصاف القبيحة ظلما، فلا تلتفت، ولا تتعثر بأول مضايقة.
لست مثالية ولكنني واقعية، الكلمات ستجرحك وتحزنك فقد حزن سيد الخلق على ما هو أكبر من همك، فخفف الله عنه بقوله: (ولا يحزنك قولهم)، (قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون)، فماذا أنت فاعلٌ بعد أن علمت أن التحزين واقع، لكنه من عمل الشيطان، وأن الاستجابة للحزن ممكنة، وكذلك استدفاعها بالله وتفريجه واجبة.
هذا هوا القرآن يتلى عليك ليل نهار، فإن لم تجد فيه سلواك، وتصلح به حياتك فتلك مشكلتك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق