الأربعاء، يوليو 26، 2017

محمد وماهر

نتيجة بحث الصور عن ظل أطفال

في صرخة طفل صغيرٍ يقول لصديقه:
"لقد تغيّرتَ كثيرا يا ماهر"
تبدأ مواثيقُ الحياةِ، وينصتُ العالم بأسره لكلمات هذا الصغير!
لقد كنتَ تلعبُ وتجري، تغيرت كثيرا، لماذا تغيرت؟
وكان آخر عهد الصغير بالصغير مرحلة (التمهيدي) في رياض الأطفال الذين غدوا أطفالا أكبر في عامهم الأول بعد الصف الأول..
ماذا رأيت من صديقك لتلحظ عليه سيما المتغيرين؟! وماذا عهدتَ يا صغيري لتلاحظ ملامح التغير؟!
ألأنه لم يشاركك اللعب في لحظة جوعٍ وخوفٍ من الضياع؟! أم لأن عينيه اغرورقتا بالدموع وهو يتخيل نفسه ضائعا كأقرانه من الأطفال الضائعين؟
الفرق بين محمد وماهر أن محمدا يحاول أن يتقمص دور الكبار، أما ماهرُ فيعرفُ ارتداءه لحظة تنمر يفقده شعبيته وطفولته، أما حين يخرجُ إلى فضاء الله فإنه يعود كالقط الأليف المدلل الذي لا يهمه سوى التفكير في كيفية العودة إلى أهله فيما لو ضيعتهم ذاكرته الصغيرة.
أغرى محمد صديقه ماهرا بالعودة إلى اللعب، وتعهد له بأنه سيعيده إلى مكانه فقد حفظه، كما تعهد له بأنه سيحفظه هو أيضا بلهجة حادة الثقة وأعين واسعة الدهاء والحيلة.
اصطحب محمدٌ ماهرا ومضيا ليذراني أغرقُ في دوامة من التفكير... لماذا تغيرتَ وأي تغير هذا الذي تنطق به فرقة عمرها سنتين بين طفلين صغيرين؟!
أنتَ يا صغيري ما زلتَ في مقتبل العمر وبداية الطريق، وحدة ذكائك ستطلعك على كثير من التغيّر، ستكتشفُ أن العالم من حولك يموجُ، ستكتشفُ أن أمسك أجمل من يومك ويومك أجمل من غدك وهكذا هلم جرا..
عندما تكبر شيئا قليلا ستجد أنك وصلت إلى عمرك بسرعة، وترى طباعك تتغيّر من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار دون أن يكون لك يدٌ في هذا.. الشيء القليل هذا هو مساحات شاسعة من العمر في العد، ضيقة في النظرة إلى الوراء والذاكرة.
قد تكون كماهر هكذا كان يحب اللعب والجري، ثم أصبح يحب الجلوس بالقرب من أهله ويخشى الضياع أكثر من حبه للّعب.. ستصنع ذلك ولكن مع أشياء أكبر بكثير من عمر اللعب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق