السبت، سبتمبر 11، 2021

ميلادي الـ ........




 بعد أيام سيعبر تاريخ ميلادي، وقد اتخذ الشيب مكانه في شعري وتآلف سواد الشعر مع بياضه، فلم يعد يستنكر وجوده ، الشيب وقار كما يقولون!

وما أزال أتذكر قول الشاعر:

راعه الشيب إذ نزل ... وكفاه من العذل

وانقضت مدة الصبا ... وانقضى اللهو والغزل

 قد لعمري دملته ... بخضاب فما اندمل

فابك للشيب إذ بدا  ... لا على الربع والطلل


وطالما شدني الشعر الذي يتحدث عن الشيب، وتنفذ في نفسي كلماته ما لا ينفذ غيرها، تستقر في قلبي كما تتسمر عيني على المرآة في مشهد حافل بالخوف من اندلاع الشيب في منظر مهيب يبدو لي أنه قبل موعده.

أذكر جيدا بداية تحالف الشيب مع شعري، أو بداية تخلي بعض الشعرات عن سوادها ورضاها بالبياض الذي أزال عنها مخايل الجمال إلى لون عجيب يلمع من غير ضوء، ويشرق في غير وقت إشراق، كنت أبحث بين الكتب عن حروف سوداء تروي غليل رسالة الماجستير، واستغل الشيب غفلتي بالحروف وأخذ يرسم خططه للغزو حتى انتبهت إليه فلم يستحيِ من انتباهي واستمر يخبط حيث شاء ويظهر هنا وهناك، حتى كانت آخر شعرة آنستها بعد موقف عصيب حصل لي، وهذه التجربة العملية جعلتني أكذب الدكتور الذي نفى تماما صلة الشيب وحدوثه بما يحدث للإنسان في حياته، فهل كان الطبيب يبحث عن الإثارة بهذا الخبر العجيب؟

لا علينا .. المهم أن أمرّ من هناك بسلامة وهدوء، ودون أن يوقدوا شموعًا في يوم ميلادي كما يحلو للبعض أن يصنع، ودون أن أحوّل ذلك اليوم إلى عيد أتفاخر به كل عام، وأنتظر الهدايا من الآخرين!

المهم أن أكون سعيدة، وتزداد ابتساماتي عاما فعام، تكبر معي كما أكبر أنا، يتجدد الفرح في نفسي كلما تذكرت الخبرات التي حملتها معي عبر الأيام..

خبرات ما كنت أحلم بها لا تتصل بالعمل فحسب، بل تتجاوزه لتصل إلى الحياة الاجتماعية، والناس، والشيب أيضا 😊.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق