الثلاثاء، سبتمبر 07، 2021

ورقة وقلم ..

 







كل شيء هنا غدا في المسودات، كلمات تلو الكلمات، لم أعد أحسن البوح، واختفى اندفاعي نحو الكتابة وشغفي بها...

تسألونني لماذا اختفيت؟!

ولمَ لم أعد أكتب كسابق عهدي؟

وأين أغط في سباتي العميق على أكوام السنين التي لم أنبس فيها ببنت شفه؟

أنا ههنا أحوم حول الحرف، وأكتب ثم أكتب ثم أكتب ثم أسلم ما كتبته لأدراج المسودات التي ما تلبث أن تذهب في مهب الريح أو في واد سحيق من النسيان.


أنا أكتب هنا على خوف، أخاف أن أترك القلم وأغلق هذه النافذة دون أن أسلمها للنشر، وأخاف كذلك أن أضعها بين أعين القراء الذين لا يزورون مدونتي فضلا عن أني لا أعرفهم ولا أدري بهم، ولا يمكنني التنبؤ بأفهامهم ناحيتي أو ناحية ما أكتب.


لا أحب أن أثير فضول القارئ المجهول، ولا أحبذ أن يقتنص الناس مكتوباتي للوصول إليّ أو تحليل شخصيتي، بل لا أسمح بذلك ولا أحترم من يحاول استنطاق حروفي أمامي، وليقرأ كل ما شاء كيف شاء.


كنت أحرص على توالي المنشورات وكتابة كل ما يخطر ببالي واكتناز أشعاري في هذه الزاوية، لكن الأمر غدا بالنسبة لي حساسا وخطيرا ومؤذيا حينما يقرأ القارئ الحرف ويحاول أن ينفذ من خلاله إليّ، لستُ أحلام مستغانمي، ولا غادة السمان، ولا مي زيادة ولا واحدة من أولئك الأديبات ولا فدوى طوقان ولا نازك الملائكة ولم أبلغ شهرة أقل مشهورة في زماننا هذا، ومع ذلك أجدني محشورة في زاوية الفضوليين الذين يتساءلون ماذا قصدت بكذا؟ وما معنى كذا؟

ألا يمكنكم أن تزدردوا ما أكتب دون أن تتحولوا إلى علامات استفهام لا تنقضي؟



مقصوصة إليها إن كانت تقرأ:

صديقتي عبر الأثير، الكائنة بذاكرتي، لم أنسَ أيامنا ولحظاتنا، ورسائلنا ولقاءاتنا، ولم أنسَ وعودك أيضا بالبقاء لجانبي، وعودك التي أجهضتها يد النسيان، أو ربما الخوف من المجهول..

دعواتي لك بالخير أينما حللت وكيفما كنتِ ، كوني في ودائع الله وحفظه!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق