الأربعاء، يونيو 19، 2019

أنت لست ملاكا والناس ليسوا شياطين

نتيجة بحث الصور عن خلفيات      


      شيء بدهيّ لا يستحق التسجيل، قد يبدو الأمر كذلك للوهلة الأولى، ولكني بتّ أؤمن أنه يجب أن نذكر من حولنا بهذا دائما! نعم أنت لست ملاكا، والناس ليسوا شياطين، وأنا لست ملاكا والناس ليسوا شياطين!
وكما يقال: تذكر أنك عندما تشير بسبابتك لتلقي تهمتك على الآخرين، تذكر أن هناك ثلاثة أصابع تعود عليك أنت، مما يدل على أنك شريك في الخطأ بل يقع عليك جله إلم يكن كله!
      عود نفسك أن تتهم ذاتك أولا وترى فعلك وتقصيرك ثم تنتقل إلى الآخرين إذا انتهيت من نفسك فعرفت عيوبها وخلصتها من شوائبها، فلا يستقيم أن تلقي بأخطائك على الآخرين، وتتخذهم أعداء وتنسى عدوك الأول (نفسك) التي بين جنبيك! ولا تكن كمن يبصر القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه!
      نعم هم مخطئون وليسوا أبرياء على الدوام، لكن لا يعقل أن تكون أنت على الصراط المستقيم دائما، نعم آذوك وجرحوا شعورك وتجاوزا في التعامل معك، ولكن عد إلى بابك الذي تركته مواربا ليستطيعوا النيل منك بدخولهم منه، ويصلوا إلى محارمك فينتهكوها، ليسوا ببدع في الناس ولا أنت، أنت بشر تصيب وتخطئ، وهم بشر كذلك يصيبون ويخطئون، حين نتعامل مع البشر على هذا الأساس، نستطيع أن نوازن الصورة، ونعيش مع هذا العالم بسلام!
      أنت لست ملاكًا خاليا من العيوب مسلما من العصيان، بعيدا عن اللوم، وهم ليسوا شياطين يطيب لك النيل منهم في كل خطأ ترتكبه، لتقول هم غرروا بي، وهم أوقعوني، لم يكن بيدي خيار، وهم جبابرة أشرار.
      ولهذا أنا أعتذر الآن على كل خطأ ارتكبته، فرميت به على كواهل الآخرين، ونسيتُ أني كنت شريكة في هذا الخطأ إما بصمتي عنه أو رضايَ المؤقت به، أخطأتُ وهذا شيء وارد بل هو الأصل في وفي تجاربي وفي محاولاتي، لم أصل بعدُ إلى مرحلة الخبرة، ولم أجرب كل الناس، رغم أني رأيت العجب، ولكني سأحاول التعامل مع الناس بمرتبة البشرية المحضة لا الملائكية ولا الشياطينية، سأحاول أن أراهم من زاويتهم كما هم أهل للوفاء والغدر أيضا، أهل للتوفيق والخذلان، أهل للمغفرة والفضيحة، أهل للعفو والانتقام، أهل للرضا والسخط، سأظل أراهم كما هم ضعفاء لا يملكون من أمورهم شيئا ومتجبرون في الوقت ذاته وكأنهم يملكون العالم، وأراني من بينهم بكامل بشريتي ونقصي وضعفي فلست أنا أيضا بشيطان لا أسلك إلا المساوئ ولا بملاك لا أعرف إلا المحاسن، ولا يتوقع صدور الخطأ مني!
      
      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق