الاثنين، مارس 18، 2019

ربما ...

نتيجة بحث الصور عن ربما

/
\
/
مفتتح:

ذلك الطيفُ الذي أحببتُهُ
فرّ عن عيني فأمسيتُ وحيدة
واعترتني غصةٌ ما خلتُها
تعتريني .. وأنا تلك العنيدة



أسوأ شعور يذوقه القلب شعور الانكسار، شعور الفرحة المشطورة، والإحساس المنقوص، والدموع التي لا تدري على أي حال تذرف!
قلبك المسالم الذي لا يحمل للآخرين أذى، وروحك المحلقة التي لم تعد قادرة على الطيران بعيدا، وكرسي الانتظار الذي ملّ من التفرس في وجوه العابرين، كل ذلك وأكثر في زاوية الذكرى التي تزيدك أسىً.
مع كل خطوةٍ تتقدم فيها للأمام حاول أن تمسحَ لون الكآبة لتسير بين الناس شامخا لا بد أن تصنع هذا، لا بد أن تصنع هذا اتقاء نظرة الشامتين، وشفقة المحبين ...
نعم أنت قوي ... لكن قوتك هذه لها حدود.

أعرفك جيدا حين تختبئ بين وسائدك ليلا لتذر أنهار الدموع، وتفرج عن قلبك ما كظمه من الغيظ في النهار، كم مرة أدخلت نفسك في قائمة مقارنة طويلة، وكلما جئت تدعو ذكرك شيطانُك بقائمة المنتظرين قبلك! يا لقلبك ما آلمه، وما أشد وقع المصاب عليه!
منذ متى وأنت تدرج ذاتك في مقارنات لا آخر لها؟ وعلام تنكّس رأسك وأنت تتحدث عن حدوث شيء طبعي وكأنه خارج قائمة الممكن!
تعرفُ أنك ذو صوت شجي أغن، وتدري أنك جميل جاذب، وتعرف كل إمكاناتك التي تغضي عنها طرفًا وتستحيِي من إبدائها والاعتراف بها، لقد مكنتَ لحسادك الغض من مكانتك، وجعلت لكل ذي غيرة منك القدرة على إنقاصك في عينك قبل عيون الآخرين!
أنت الذي تعرف بحر البيت قبل تمامه صرت تتلعثم حينما تنسب البيت لبحره لأنك ناقص الثقة بذاتك، أنت الفصيح الذي تقف أمام الناس غير آبهٍ بعددهم صرت تخشى تفرسات الوجوه وتقف عند إيماءات أوجههم بالرضا أو الاشمئزاز، وتنتظر منهم هزة الموافقة أو الرفض!!!
هل عدتَ طفلا لا تعرف الصحيح من الخطأ إلا باستحسانهم؟
هل عدت لتتربى من جديد على آراء الناس ورضاهم؟
لا أدري حقا ما الذي حلّ بك، وأنت القوي الذي لا يتضعضع ولا ينثني! أصبحت تختبئ من أوجه الناس كي لا تواجه ما تكره! وصرت تختار الدروب القصيرة كي لا يطول الطريق فتلقى من لا تحب!
وأحيانا تتعمد غض طرفك عمن تحب لأن رؤيتهم تكلفك من نفسك الكثير، وحين يديرون ظهورهم تبدأ دوامة الضيق، وتباشر حساب نفسك على كل كلمة وإن كانت فهمت على غير ما تقصد!!
أتعرف لم كل هذا؟ أتدري؟
لأنك رسمتَ أمامك أنموذجًا كنت تنتظر أن تكونه فلما لم تكنه تهاوت أمامك النماذج، وظننت أن ثمة خط النهاية، وأن الحياة ذات وجه واحد، وطريقة واحدة، لم تشأ أن توسّع دائرة النظر، ولم تكن سمحا للدرجة التي تجعلك تقبل ذاتك بكل ما فيها!!
المثالية عندك أن تكون فلانًا في أقداره، وفلانا في جماله، وفلانا في أهله وماله وهلم جرا، تقدّ من أثواب أرزاقهم لتركب لك ثوبا لن يليق بك، نعم لن يليق لأنك ترتدي ما يليق وتحسبه ضيقا وهو في أعين الناس شيء عظيم!
أتدري أن النعمة التي بين يديك هي حلم محرومٍ منها؟ وأن النعت الذي تكرهه فيك يود أحدهم لو يكون أميز ما فيه؟
والناس الذين من أجلهم أنكرت نعمتك يمدون أعينهم إلى ما متعك الله به وأنت لا تدري أنك ذو نعمة محسود...

قم وارفع رأسك واكسر مقعد انتظارك فليس لانتظارك محل، قم ولا تدع للكسر سبيلا إلى ذاتك، قم وخيب ظنون الشانئين، واكسر فرحة الشامتين، وقف أمامهم وقوف الشامخ الأبي، وامسح دموعك فليس للدمع مكان!!


مختتم:
قد يطول الليل لكنْ ينتهي
وضياء الصبحِ لا بد يرى
ولقد أحسنتُ ظني بالذي
قسم الرزق على هذي الورى



.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق