الخميس، مارس 14، 2019

نحن أولى بموسى منكم


نتيجة بحث الصور عن رمزية

قبل أيام من هذه التدوينة صام الناسُ اليوم العاشر من هذا الشهر، وأسبقوه يومًا أو ألحقوه بيوم لمخالفة يهود كما أرشدنا إلى ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم! وكان التركيز على النصر العظيم الذي أكرم الله به موسى عليه السلام وأمته، إذ نصرهم على فرعون الطاغية وملئه، فأغرق هذا الذي تفرعن حتى بلغ به كبره إلى أن يدعي الألوهية، وقصته ونهايته لا تخفى على أحد، حتى إن الله تعالى نجاه ببدنه، وهو موجود حتى يومنا هذا عبرة للمعتبرين، لكنني لن أتحدث عن هذا الأمر رغم أهميته، وإنما حديثي يدور حول كلمة شدتني كثيرا (نحن أولى).

عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم يهود المدينة يصومون هذا اليوم فسألهم عنه فقالوا: إنه يوم نجى الله فيه موسى عليه السلام على فرعون فقال صلى الله عليه وسلم: نحن أولى بموسى منكم فصامه!
كم مرة نحتاج إلى أن نقول نحن أولى بالعطاء منكم؟ نحن أولى بالدعوة إلى ديننا منكم؟ نحن أولى بإشاعة الحب ونشر الفضيلة منكم؟ نحن أولى بالثبات منكم؟ نحن أولى بالصدح بمنهجنا منكم؟ نحن أولى بحسن الخلق منكم وهلم جرا!

إن الرابطة التي جمعتنا بموسى عليه السلام وجعلتنا أولى به ممن يدعون اتباعه هي رابطة الإيمان، فكلنا على نهج واحد وطريق واحد، هذا الطريق هو الذي يجعلنا نعرف أننا الأولى بكل خير، الأولى بالتسابق للأمر بالعرف، وأخذ العفو، والإعراض عن الجاهلين، الأولى بأن نكون في الصدارة، وفي مقدمة الأمم، ليس لأجل الصدارة بحد ذاتها ولكن لأننا نستحقها، ولا نستحقها إلا بشيء واحد وهو الإيمان!

إذا عرفنا أنّ المسلم أولى بالخير كان لزاما علينا أن نعمل وفق هذه الأولوية: "كنتم خير أمة أخرجت للناس" وخير هذه اسم تفضيل أصله (أخير) ولكثرة استعماله درج حذف الهمزة، فنحن أفضل أمة أخرجت للناس، وأولى بالكرم والإحسان والخير، وكأني بها مبادرة واستباق للخيرات وإحراز لقصب السبق في الحسنات.

ولكن يجب أن نتنبه أن الاقتداء بالآخرين وادعاء الأولوية يجب ألا يخالف أصلا في ديننا أو يزيد عليه ما ليس منه، فلا نحتفل بعيد الأم لنقول للناس نحن أولى بالبر منكم، ولا نحتفل بالميلاد لنقول نحن أولى بعيسى عليه السلام منكم، وهلم جرا، فالبر يتحصل بطرق كثيرة وواسعة، وميلاد عيسى عليه السلام ليس مشروعا فضلا عن أنه مشكوك في صحته.

قل دائما لنفسك أنا أولى بالخير، ونفسي أولى بالجنة، وقلبي أولى بالإصلاح والتزكية، ردد دائما أنا أولى بالمكارم أولى بالمبادرة وأولى بكل خير.





كتب هذا المنشور في شهر محرم عام ١٤٤٠هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق