الثلاثاء، مايو 29، 2018

وتعودني أسئلتي

نتيجة بحث الصور عن أسئلة


      أعرف تماما ما يعتلجُ في صدري من أسىً كما أعلم أن الساعة الآن قد جاوزت الحادية عشرة مساءً!

      أكادُ أتّهمُني بالأنانية، ولكني حقًّا أعرف هذا الإحساس الذي بات يدهمني مرّة بعد مرة..
    الشكوى لخلق الله شيء غيرُ مجدٍ في ملتي واعتقادي! فقد لاكَ لساني ما لاك من حسراتٍ، ولكن اللوم غير مفيد، إذ كيف ألوم نفسي على ما لا ملامة لي فيه؟ وكيف ألوم الناس على ما لو أجمعوا على أن ينفعوني به، فلن يحدث إلا لو كتبه الله لي!
    كم مرةٍ تساءلتُ وأعدتُ التفكر والتأمل، وراجعتُ أيامي يوما بعد يومٍ عما لو كنتُ فعلته لكنتُ أفضل، لكن هذا التفكير سرعان ما يتوقف حين أذكر أنني محمولة على سرج الابتلاء، وأن (لو) هذه عملٌ شيطانيٌّ بغيض، نُهينا عن ترداده.
    ولقد تركتُ الكتابة كي لا أحمّل الأسطر فوقَ احتمالها، وكي لا تقع الأقصوصات في يدِ من يحبني فيحشرني في زاوية ضيقة لأخبره بما يخبئه قلبي!
وها أنا أكتبها هنا غير عابئة بمن سيقرؤها لأني أكاد أجزم أن القرّاء لي قليل، وأني مهما جدتُ من حروفٍ هنا فلن أجد السائل المتفضل عما لا يعنيه، لأنه سيسأل حينئذ ليشبع فضوله، لا ليحل مشكلتي!
   أعرف أنني استنفدتُ طاقتي في احتمال الناس، لكن قلبي ما زال يحتمل المزيد، أكاد أقول له توقف عن ذلك ولكنه يتراحب -عفا الله عنه- ليشمل من لا يستحق ويشمله بنبضه، وأنا لا أرتضي هذا الاستخذاء!
   وأدري أنني أضيـقُ ذرعًا بأناس آخرين، ولا أحتمل منهم حرفًا، رغم أنهم لطيفون جيدون معي، غير أني أجاهد نفسي لئلا أخسرهم.
   وقد تطورتُ الآن إلى الأسوأ، فبعد أن كنتُ من أهل الظاهرِ أصبحتُ من أهل الباطن، وبعد أن كانت الكلمات تحمل عندي على أحسن المحامل، أصبح شيطاني يستقعد لخلق الله في الطريق إلى قلبي، فيحاول تزوير مراداتهم، كي أفهمها على وجهٍ محتمل ولكنه بعيدٌ.
   بقيتُ مدّة من الزمن أنسج أوهاما لا أساس لها، ومن خلالها حورتُ الجمل، وأخذتُ سهاما لم توجه لي، لكني غرستُها في قلبي!
   حتى الآن ما زلتُ جيدةً وأجاهدنُي لكنني حتمًا لستُ أنا فقد نكصتُ ضعيفةً بعد إقدام قويّ، ووليتُ دُبُري لكل ما يُتجشّمُ من أجله العناء، وجذبني الطينُ حتى صار إلفا.
   أريد أن أقول إنني كافرةٌ بدورات التخطيط، فأنا حتى الآن لا أستطيع تحديد موقفي الاجتماعي، وكيف عليّ أن أتعامل مع وضعي الجديد والعقد العمري الجديد الذي أفيق معه في كل مرةٍ يسألني فيها سائل عنه! وتعودُني أسئلتي...



   وحين تشكو إلى صديقةٌ ما يؤرّقها، لا أملك إلا أن أبكي بيني وبين نفسي وتعودُني أسئلتي!
   وتبقى هي في الضفة الأخرى تنفس عن أوجاعها بمشاركتي وأنفسُ عنّي بمواساتها، ولم أتوقع ولو لوهلة مقدار الضعف الذي انتابني مؤخرًا حتى أصبحتُ أتردد عند كتابة كل حرف، وحتى غدت حروفي تزدحم حول شفتي ولكنها لا تخرج بطلاقة!

هناك 4 تعليقات:

  1. أنتِ قوية يا أبرار..اكتبي كل مايحلو لكِ ودعي للناس ظنهم..قولي ماترغبين ودعي للناس ظنهم أيضا... لن نسلم من الناس..لذلك علينا بأنفسنا فقط..سيسألنا الله عن أنفسنا لا عن الآخرين.. ابتسمي..الابتسامة لكِ أبرار.. ولن أفتح باب الفضول..أعرف أنكِ قوية وهذا الخوف أو التردد سينتهي قريبا بإذن الله..أما التخطيط وجداوله فللمزاج خططه..أطلبي الله العون وخططي وفق احتمالك النفسي والجسدي..لنفسك وجسدك عليكِ حق.. أبرار أنتِ رائعة..وفقكِ الله وأسعدك وألبسك ثوب طمأنينة وأمن أبد الدهر ياصديقتي..

    ردحذف
    الردود
    1. نعم قوية ولكني أضعف أحيانا
      مهما كان الإنسان قويا لا بد أن تنتابه لحظات ضعف
      شكرا لكلماتك الجميلة وشكرا لإنعاشك لروحي :) .

      حذف
  2. للنفس فصول تحملها الأحرف ، فصول متفاوتة ، بين ربيعها وشتائها وصيفها وخريفها ،

    ولابأس أن تضع تلك النفس كفها بكف من يشاركها بإيجابية ؛ ليعبرا فصلا ضاق بها إلى ضفة الفصل الذي يليه ؛ حتى تتجدد ولاتتبدد .

    تلك النفس عجيبة ، تحتاج إلى كثير ممالاندركه ، تبقى تتأمل الماضي ، وتحاكم الخبرة الحديثة إلى ردة الفعل القديمة ، كمعلم يطالب طالب الصف الأول الابتدائي بكتابة الجامعيين ، لكونه لم يدرك أن لكل زمن ملابساته وظروفه ، فجميل ألا نحاكم القديم إلى الحديث .

    حملت أسطرك أحرف النفس برقة الشعور الذي لايزال يحب الجود منه رغم أنه على وشك نفاد طاقة تحمله ربما لكثرة ماتحمل ، عبرت عن الكثير وعبرت بِنَا بين تلك الخلجات المترددة الحائرة التي احتواها السطر ودثرها بالإنصات ،
    حقا نحتاج كثيرا أن نكتب ونكتب ونكتب ونصغي لأحرف أنفسنا ، فكم أصغينا لغيرها وهاهي الآن تطالب بحقها وقد تراكمت فيها المشاعر وازدحمت ،
    لكن الحرف يعبر عنها برقي النفس التي تجاهد ولاترضى بالمقام في غير ماهي له وإليه وبه ،
    أحيي فيك شفافية حرفك فكم أرهق التعبير عن تلك النفس الكثيرون ومن ثم خسروا شيئا ثمينا .

    وسأظل أقرأ لك كل الفصول ، ودمت ربيعية النفس ��

    ردحذف
    الردود
    1. صدقت يا صديقتي
      شكرا لحضورك المبهج لا حرمتك
      كلماتك بلسم .

      حذف