الاثنين، مايو 28، 2018

موقف من حجر💔💔💔

نتيجة بحث الصور عن قلوب مقطوعة

      في تلك الليلة الحافلة أرسلتُ رسالة للصديقة (س) لئلا تنسى إرسال المقدمة التي اتفقنا على أن ألقيها يوم الأربعاء الموافق للثامن والعشرين من شهر جمادى الأولى، وكنتُ في ذلك اليوم وهو يوم الثلاثاء قد التقيت الدكتورة (هـ) وهي التي طلبت مني التقديم لذلك اليوم، ففوجئت على الساعة 11:15 ليلا باتصال من الصديقة (س) تقول فيها: أبرار تم تخفيف المهمة عليكِ وهناك من ستحل محلك في الإلقاء، حتى تركزي على فقرتك التي وسمت بأوبريت صانعة الأمجاد، أو نساء خالدات لا أذكر ذلك جيدا!
       لم أستطع أن أخفي فرحتي بتخفف المسؤولية فقد كنت أنوي حضور دورة في الجامعة في الوقت الذي كان يجب علي فيه أن أقدم البرنامج، ولكن الكيفية التي تم تبليغي بها استوقفتني، وكذلك العذر الذي من أجله بدلت الأدوار، وتفكرتُ في الذي حصل، ووصلتُ لدرجة اليقين أن هناك أمرا ما، فلم يحدث من قبل أن حصل هذا معي، وكم قد تسنمتُ هذا العمل فأحسنته وأجدته، ولم أتأخر في حضوري، وهذا من فضل ربي!
       أرسلتُ لـ (س) كلاما ينبئ عن انزعاجي، مصحوبًا بتساؤل عن الذي جرى وما المقلق في الأمر؟ وإني لا أسأل عن احتياجٍ إلى تصدّرٍ، ولا عن تعطّشٍ إلى مشاركة، ولكني أسأل عن فُجاءة إقصائي دون أي توضيح يذكر، بل بعذرٍ مهلهل، وجميعهم يعلمون أني قسمتُ أدواري وبقيتُ بأدوار هامشية خلف الكواليس كما يقال من أجل التفرغ للتقديم، كما أن الذي أحرجني وزاد حيرتي هو جعل اليوم الأول للدكتورة (ن) واليوم الثاني لي!
       وصلتُ إلى الجامعة من الساعة| 9:00 ص على أن الموعد الذي وضع في الجدول الساعة| 9:30 ص، وكنتُ في حالةٍ من الضيقِ وانقباض الصدر لا أعلم مصدرها! دخلتُ سلمت على الدكتورة (هـ)، وكان معها أ. ماجدة صديقي، تركتُهما واتجهت إلى بوابة قاعة الجوهرة، لأجد الدكتورة (ن) تجلس في المقعد الأول، لم يكن مزاجي إذ ذاك جيدا، ولذا قررت تأجيل السلام عليها حتى تهدأ نفسي وتطمئن، وسارعتُ بالصعود إلى مسرح الجوهرة، ووضعتُ حقيبتي وعباءتي هناك، ثم خرجت من الجهة المقابلة، وفكرتُ أنني مهما أخرت السلام فسأسلم في نهاية المطاف، ولكن النفوس ستكون مدخولة، وسيرمي الشيطان مكائده بيننا، ترجلتُ أمامها لأسلم، فإذا على حجرها ورق كان يمكن أن تزيحه، لكنها آثرت أن تقول لي: معليش انزلي وتضحك! سلمتُ عليها بعد أن نزلت، سألتني: لقد تغيرتِ، قلت لها ممازحة: للأحسن أم للأسوأ! قالت: للأحسن لكن لا أدري ما التغير؟ قلت لها: زالَ القتام، ابتسمت وسكتت ولم تشأ أن تبارك.
       تأخر بدء البرنامج حتى الساعة| 10:40ص وذلك في انتظار العميدة، وهذه الظاهرة السيئة لا أدري لماذا لا يتم القضاء عليها؟ القاعة ممتلئة بالناس، فيهم الكبيرة وفيهم الصغيرة، فيهم التي لديها التزامات ومحاضرات، وفيهم التي لا تريد تضييع وقتها في الانتظارات الممضة! لكنهم دائما هكذا يعاقبون المحسن بالمسيء، فبدل أن يُرضّى الحاضر أولا باحترام التزامه، يذكرونه بأنه أقل شأنا من أن يفتتح البرنامج لأنه حضر، ويرسلون إليه رسالة مفادها: وقتك لا يعني شيئا أمام وقت سعادة عميدة كذا وكذا!
       كان المكان يموج بالناس الغادي والرائح، كل في فلك يسبحون، نساء كبيرات في السن توافدن من البوابة الرئيسية، تم استقبالهن، وأخريات احتللن المقاعد الأولى التي توسم بـ"محجوز" دائما، أو تترك فارغة لكبار الشخصيات حتى الناس لا تتجاسر على الجلوس عليها! عمومًا كدتُ أن أصرخ حينها من أعماقي ألأجل هذا تم إقصائي، ولأجل هذه الشخصيات؟ اجتمعت وفريق عملي، وسرنا نحو الأسفل في قبو القاعة نتدرب على فقرتنا وتركت كل شيء ورائي.
       مر الوقت سريعًا، أبهرني إتقان الفريق، كنا نضحك نتبادل المزاح واستمتعنا بوقتنا في القبو ما بين تدريب وضحك، قرب موعد الفقرة غير المفترض ولكن المتوقع لاعتبار تأخر البرنامج ساعة، واقتربنا من القاعة كي نحسن الاستعداد، وهناك فوجئت باتصال من أستاذة (ن2): فينك يا أبرار؟ تعالي الله يرضى عليكِ (ن) تعبت علينا، وداخت ولا تستطيع متابعة التقديم! ما الذي حصل؟ داخت وتعبت تعالي بسرعة.
       الجوال في يدي، والتفكير يعصف بي، لماذا؟ لماذا يفعلون هذا التصرف؟ لكن هي وهي وهي!!! نفسي التي دائما تجني علي بتقدير من لا يستحق التقدير! ذهبت نظرتُ فإذا الأوضاع مستتبة والتعب يسير، ولكني سألت عن الحال وما الذي جرى، فقالت لي الدكتورة (ن): وينك من أول؟ أرسلت لك ما تردين؟ قلت لها: جوالي في يدي، ما وصلتني ولا رسالة! قالت: لا أرسلت ناسًا ينادونك، وقالوا إنك قلت أنا مشغولة بعد 10 د سآتي. قلت لها: أنا قلت مشغولة؟ لم ألق أحدا ولم يكلمني أحد، من التي أرسلتِها؟! تلعثمت ونسيت التي أرسلتها، ثم قالت: يبدو أنها تفتي علي!
حان موعد تقديم فقرتنا وبعد أن أنهيناها في جو من الإزعاج واللا مبالاة من كبار الشخصيات ولا ألومهن فقد جاءت الفقرة بعد التكريم والناس تعودوا أن يقوموا من أماكنهم ويقلبوا القاعة إلى فوضى في هذا الوقت، المهم أنني حين جئت لأنزل من المسرح فوجئت بأنهم يطلبون مني إكمال المتبقي من البرنامج! لماذا؟ كيف؟ لقد وقعت في فخ الرضوخ للأمر الواقع! واضطررت لمتابعة الحفل، قدمت فقرةً أعطيت 40د وبسبب التأخير كان يفترض أن يتقلّص الوقت، ولم آكل يومئذ من الصبح، على أمل الإفطار في الجامعة، وأردت أن أسلم على البنات وأشكر أداءهن، وأردت أن نجلس معا، ولكن الذي حصل لم يكن بالحسبان، وعلى أن الفتيات كن جائعات إلا أنهن آثرن أن ينتظرنني حتى أفرغ من التقديم فننطلق معا، وانتظرت كثيرا لفراغ تلك التي كانت تتحدث! حتى إذا انتهت وحان وقت التكريم وجئت لألقي الأسماء الأول فالثاني ترجلت د.(ن) لتكمل ما ابتدأت به! وتتابع التكريم، هنا حاولتُ أن أمسك أعصابي قدر المستطاع، وأخفف من توتري ولا يبدو علي ذلك! قلت لها: تحتاجيني؟ قالت: اجلسي يمكن يصير شيء! تركتها وتسللتُ حتى خرجت من القاعة وأنا آسف على أشياء كثيرة، كادت أن تكون بحجم القاعة لولا حاجات في نفسي!
       وقررتُ ألا أكتم ألمي عن د(هـ)، وحدثتها في اليوم التالي عن الألم الذي سببوه لي جراء تصرفهم هذا، وقصصت عليها بعض ما في نفسي، فطيبت خاطري وأقسمت أنها لم تكن تعني الذي دار في نفسي، لكن كل ما في الأمر أن (ن) طلبت منها والدتها أن تلبي طلبا مر عليه شهر من (هـ) وأن طلبها أمر، فاتصلت وحكت عن رغبتها في إلقاء البرنامج، وتم حذفي بكل يسر وسهولة، واستبدلوا بي (ن) هكذا بعد انتظار يقارب الشهر لهذا اليوم ليس فرحا به، ولكن حملان هم وتفكير كيف سيكون وكيف سيعبر! (لاستيعاب الوضع أكثر انقر هنا).
       هكذا بكل يسر يتم إسقاط شخص تقديرا لشخص آخر، أعرف تماما أنها أعلى مني مكانة وقدرا، ولكن الوعد صعب، وليتني اعتذرتُ أنا حتى أصون نفسي عما جرى، لكن قدر الله وما شاء فعل، وقدرٌ أن يحدث هذا الذي حدث حتى أخرج بدروس جمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق