الجمعة، ديسمبر 15، 2017

كلام الليل يمحوهُ النهار.


صورة ذات صلة

      هاتفي الجوال ألصق بي ربما من أقراطي أو خاتم إصبعي , وقريبٌ مني كأعز أصدقائي , أخلعُ قرطي وخاتمي ولا أخلعه , وأودع أصدقائي على أمل اللقاء ولا أستطيع أن أودعه !
      هكذا كانت علاقتي بالجوال , مرت الأيامُ وهذا الحب يتعاظم في نفسي , وهذا التعلق لا يزداد إلا ازديادًا , ولأن خسة هذا الحال قد أشغلتني عن النفيس والغال عنّ لي أن أخطوَ خطوةً للأمام فأدع الجوال وأعيش بسلام.
      ولما أن أُبتُ إلى فراشي ذات ليلة عَقِبت يوما ثرثرتُ فيه بالجوال كثيرا، بلساني و أصابعي -عفا الله عني- قررتُ قرارا صارما، ووضعتُ عقوبات رادعة لي و قلت في نفسي لئن عدتُ إلى الجوال لأفعلنّ و لأفعلن، و كتبتُ حديث الليل في رقعةِ سواده ونمتُ، وما إن لاح الصباح حتى تمثل لي الشيطان في صورة عصفور غريد يستعرض مواهبه عند أذني فتذكرتُ تغريدة كنت خبأتُها منذ شهر واستحليتُها حينئذ وأمسكت الجوال لأغرد بها في برنامج المغردين “ تويتر” لكن جاءتني النفس اللوامة وذكرتني بالعهد فطرحت الجوال جانبا، وابتعدتُ عنه فترة انتفضتُ أثناءها و أنا أتذكر رسالة “واتساب” مهمة لم أردّ عليها منذ شهرين، ثم إنني استحييتُ من تأخر ردي، و بُعدِ عهدي فوجدتُ ذلك مخرجا لي في الحفاظ على العهد واستعذتُ بالله، و قمتُ أُغيرُ الجوّ بإطلالة من الشباك فإذا منظر ترق له النفوس وتسيل أكبادها، فهرعتُ إلى الجوال خشية أن يفوتني ما أنا أمامه من بهاء وجلال، وحين أمسكتُ به وأخذت اللقطة المناسبة لمشاركتها في “الإنستقرام” تذكرتُ عهدي قبل المنام، فتركت الجوال ورحت أطالع الكتب و أرى أي كتاب يناسب مزاجي ذلك اليوم، فإذا الغيوم تتجمهر في السماء ويتصايح الأطفال فرحا بتهاطل القطر وللبرق والرعد فتنة عجيبة تسلب الألباب وتفقد الصواب..
      هنالك أمسكتُ جوالي عن قصد، و فتحت “سناب شات” عن عمد، وأخذتُ مشهدا للمطر، ولما أن نظرت إليه لأراجع جمال اللقطات؛ شد انتباهي في عمق المشهد النهارُ وهو يمحو كلام الليل فأرسلت المشهد وعادت حليمة لعادتها القديمة :).

هذي من مكتوبات عام ١٤٣٧هـ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق