الأربعاء، ديسمبر 20، 2017

قراءة وذكرى ..

صورة ذات صلة


      تذكرتُ وأنا أقرأ وصية المهلب بن أبي صفرة لبنيه إذ يقول: ( ثيابكم على غيركم أحسن منها عليكم، ودوابكم تحت غيركم أحسن منها تحتكم) في إلماحة إلى العطاء والكرم، تذكرتُ امرأة من الأقارب في حج عام ١٤٢١هـ، وقد كانت حجتي الأولى وكنتُ إذ ذاك في الصف الثاني المتوسط، والذي جعلني أتذكرها بهذه العبارة أنا كنا نجلس معا في صباح يوم النفرة الأولى اليومَ الثاني من أيام التشريق، وكان الجو إذ ذاك يميل إلى البرودة، فأحضر الرجال لنا بعض الأطعمة، كان من بينها البرتقال، فلما أخذت هذه المرأة حصتها من البرتقال أكلت منه أقل القليل، وناولته حاجة من أندونيسيا بجانبها، فقالت لها أمي كليه أنت فأنت جائعة! فردت عليها ردا غريبا أدهش أمي حتى باتت تذكره مادحة لتلك المرأة، قالت: في جوفها أحسن من جوفي.
    وقتها وبحكم السن شعرتُ بالمبالغة، وأن هذا لا يصلح لأن الإنسان يجب أن ينقذ نفسه من الجوع ثم يعود على غيره، ولكني فيما بعد علمتُ أن هذه آية من آيات الكرم، وها أنا اليوم أقرأ وصية المهلب وهو يقول نحو هذه العبارة لأبنائه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق