الاثنين، مارس 06، 2017

الحمد لله أنك مستيقظة يا صديقتي

صورة ذات صلة 
👀
هل من أحد هنا؟! 

في ليلة من الليالي الغريرة والتي كنتُ أنعم فيها بنوم عميق لم أستطع مع الغوص في سباته أن أسمع رنة جوالي الذي رن في الساعة ٤:٤٥ ص
ولكن لحسن حظي تلقفت رناته أذن أمي فاستيقظت على إثرها مفزوعة، وأمسكت الهاتف وهي تتخيل أي خبر يمكن أن تسمعه وتطمئن نفسها بوجود أبنائها حولها.

ضغطت زر الرد وانتظرت الصوت ينبعث من الطرف الآخر قائلا:
"الحمد لله أنك صاحية يا صديقتي"

وكانت ماما قد وصلت إلى درجة عالية من التوتر، فصبت جام غضبها عليها كما تستحق فعلا، وقالت: أحد يتصل هذا الوقت؟! 😡😡
فلم تظفر بأي إجابة من الطرف الآخر، ولم تسمع سوى صوت الصمت..!

لا أعرف أي صمتٍ كان، هل مرت "الصديقة" بحالة من دراسة الصوت والتعرف إلى سرّ تغيره، ثم وصلت إلى نتيجة واحدة هي أن المجيب لم يكن صديقتها ؟!
أم أنها تنبهت للتو إلى الوقت الذي تشير إليه الساعة، أم أن تلك الوقفة وذلك الصمت صمت احترام وتوقير وأدب؟
لا أدري...

كل الذي أدريه أني عندما قمت لصلاة الفجر قصت علي أمي تفاصيل ما جرى، وتمتمت بيني وبين نفسي
هذه فلانة
ثم سألت أمي هل هي فلانة -وهي تعرف صوتها-
فقالت لي: لا ليست هي.

وأنا أكاد لا أشك أنها هي، فلا أحد سواها يجرؤ على أن يتصل في وقت كهذا.. ثم تداول عقلي عددا من الأسماء التي لم تستقر في خانة التخمين عندي وكانت قلقة نابية، حتى صليت الفجر، وأخذت جوالي الذي فيه الأرقام
وأدخلت رقمها ليظهر لي اسم التي توقعتها.

انتهت القصة ولم تنته معاناة تفهيم الناس وإرشادهم وتعليمهم الأوقات التي ينبغي منهم أن يراعوا حرمتها وأن يعلموا أن وجود الجوالات لا يبيح اختراق الأوقات.
هبيني مستيقظة يا أيتها الصديقة فإني لن أكون مستيقظة ذلك الوقت إلا لحاجة
عمل مستعجل، أمر هام، صلاة أو استغفار، استرواح واستجمام، أي شيء، هل تظنين أني تاركة ما أنا فيه من أجل أن أرد عليك؟!
لا أعني أنكِ لستِ مهمة عندي إلى الحد الذي ألجئك فيه لقائمة الإهمال، إنما أعني أن الوقت الذي تخيرته للاتصال بي لم يكن مناسبا على الإطلاق، ليس لي أنا فقط وإنما هو شيء تواترت عليه أعراف الناس وأصبح مغروسا في فطرتهم، فالاتصالات في الأوقات المتأخرة اتصالات ذات ضرورة ملحة وأمور طارئة عافاني الله وإياكِ.
وإذ قد ذكرتُ مثلا مزعجا للاتصال في وقت لا يليق، فإنه لا بد من درء السيئة بالحسنة، وذلك بذكر مثال جيد، وحقيق بالاحترام، وهو لصديقة أخرى لطيفة قالت لي إن والدتها علمتهم ألا يتصلوا على أحد في أوقات الاستئذان الثلاثة ( من بعد صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء).
وقد أعجبتني هذه التربية وهذا الربط والارتباط بالقرآن الكريم بطريقة تطبيقية على وسائل حديثة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق