السبت، فبراير 25، 2017

تجربتي لمقاطعة الجوال

نتيجة بحث الصور عن ظل جوال 

👀
هل من أحد هنا؟!

في الفترة الماضية استبدلتُ جوال "أبو كشاف" بجولي العتيق آيفون ٥
في البداية شعرت بالغربة، والرغبة العارمة في إمساك شيء بين يدي، وشيئا فشيئا خفت حدة التوتر
بدأتُ أميل إلى إعداد أطباق من الحلويات 😂 وابتعدتُ عن الانزواء وحيدة بجوالي
والأهم من ذلك كله أني ما عدتُ أحمل هم شحن الجوال، ولا أخاف على سرقة جوالي عند الخروج من المنزل فأي لص سيكلف نفسه لسرقة شيء لم تعد له قيمة تذكر؟!


شعرتُ بما يشعر به "الجدات" عندما نمسك جوالاتنا زرافات ووحدانا😓، وعندما أحادثُ أختي بقصة أو أستشيرها في أمر فتشاطرني وجوالها وجهها وأقف أنا في المنتصف حائرة من هذا البلاء الذي دمر الأمم!😅

لم أسلم من التعليقات المملة، وكلام الناس الذين هم في قرارة نفسهم يمجدون صنعي ويعلمون أني على حق ويظهرون لي ما استقر في أنفسهم😏، لكنهم لا يلبثون أن يعودوا أدراجهم للتعليقات وسؤالي عن الجدوى من فعلي😒.
وحين أمسك جوالي الأسود الصغير «أبو كشاف» وأفتح الألعاب القديمة التي يربو عمرها على عشرين سنة يضحكون علي، ثم يمد أحدهم يده طالبا أن يشاركني اللعب جادا لا مازحا ولا هازلا.

فعلا تناقضات عجيبة، والأهم من ذلك أني حين غبتُ عن الأنظار في الواتساب لم يفتقدني إلا الذين أحبهم فعلا😍، لم يراسلني على الرسائل النصية إلا الذين يستحقون أن أدخرهم في الكنوز الثمينة، ولم يتصل بي إلا من تستحق أن أقول لها «صديقتي»
وأن الله جل وعلا سخر لي رزقي ولم يحرمني ابتعادي عن تلك البرامج شيئا كان لي
فدعيتُ لإقامة دورة في الإلقاء وقدمتها بحمد الله في تاريخ ٢٦-٤-١٤٣٨هـ
وشاركتُ في مسابقة "مبين" عن اللغة العربية وفزتُ ولله الحمد بمركز متقدم
ودعيتُ أيضا إلى دورة «القيادات المتقدمة» وأسأل الله أن يبلغني حضورها
ودعيتُ للمشاركة في أصبوحة شعرية في جامعتي جامعة أم القرى نظمها قسم الحاسب الآلي وستكون إن شاء الله يوم الخميس الموافق لليوم السابع عشر من شهر جمادى الآخرة وأسأل الله البلاغ والتوفيق والسداد.


أما عن عودتي لذلك العالم فلا أنوي الانقطاع التام ولكني سأحاول الترشيد في الاستخدام
فقد تعلمتُ درسا في إحسان التعامل مع هذه الأشياء، وأحسست حقا بقيمة الحياة الواقعية، وأن تلك المواقع وإن كانت واقعية ومن فيها بشر لهم أحاسيسهم ونبني بهم علاقات وطيدة أحيانا إلا أنه من الخطر الشديد أن يظل المرء محصورا في أسوارها مقيدا بها.

حاول أن تفرض على نفسك حظرا عن الاستخدام لمدة ثلاث ساعات مختارا، وجرب أن ترى الحياة بلا إزعاج ولو اتهمت بأنك «نفسية» كما حدث معي
 ولو رأيت من حولك إلى جوالاتهم يهرعون، وإلى مواقع تواصلهم يوفضون ...
تميز عن الركبِ واخلق جو سعادتك بذاتك
سبح، هلل، كبر، احمد الله، داوِ المجروح، آس المريض، سلِّ المحزون، زر الأوفياء، واعد أحبابك، اختفي عن مواقع التواصل، لتظهر في حقيقة التواصل.


ملحوظة:
كان تركي للجوال اضطرارا لأداء مهام مستعجلة ولذلك نجحتُ في تجربة الإقصاء والترشيد، فهل يا ترى سيستمر نجاحي إلى الأبد؟!
أتمنى ذلك!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق