الخميس، نوفمبر 10، 2016

مشاركتي في برنامج روح الشباب إذاعة نداء الإسلام بتاريخ: ٣ / ٢ / ١٤٣٨هـ

نتيجة بحث الصور عن راديو

قبل أن أترككم مع المشاركة أحب أن أقول: أحببتُ فكرة الثرثرة بكلام حواري بيني وبينكم قبل النثريات :)، فلعلي أعتمدها إن شاء الله تعالى في مقبل الأيام.. وللتنبيه فيما يخص المشاركة هذه أقول إن حظ المشاركة من هذا الكلام حظ ما قبل التمحيص والتعديل، فقد أوقعتُ عليها عندما فرّغتها هنا بعض الأمور التي كان لابد أن أوقعها، والمشاركة أصلا صوتية لا كتابية، ولكن لأن الكتابة لها خاصية الخلودِ أكثر من إمكانية ذلك للصوت أحببتُ إعادة كتابتها، وأسأل الله أن ينفع بها.. إلى المشاركة:

الإحباطُ داءٌ عضال، يصيبُ قلب الإنسان فلا يكاد يبرحه حتى يذره أرضا قفرا، وهو كالسرطان ينتشر حتى لا يكاد يتوقف عند نقطة معينة، لذا وجب أن يوقف بالمدافعة والممانعة والإحلال، وذلك بأن نحل محله طاقات التفاؤل والظن الحسن والنظر الثاقب بتؤدة وروية للأمور .
ومرحلة الشباب مظنة الإصابة بالإحباط لأن الشباب مرحلة فوران المشاعر والأفكار والطموحات، وهذه الأمور لا يمكن نضاجها إلا بالمصابرة والمثابرة والتمحيص، وذلك أن الشباب سيجدون العقبات تلو العقبات أمامهم فإذا لم يكن لديهم هذا الصبر والمثابرة والتمحيص فإن أفكارهم وطموحاتهم ستصل إلى نقطة مسدودة وبذلك يصابون بالإحباط لا محالة، إلا إذا كان لدى الشاب الحصانة الكافية التي تدفع عنهم هذا الوباء وتكون بمنزلة المصل الذي يقيهم من الهجوم الخطير لكابوس أو (فايروس) الإحباط، وهذه الحصانة تكون خارجية وفي رأيي أنها وجدت الاهتمام كالدورات والبرامج النوعية المقدمة للشباب فتيانا وفتيات، وكذلك البرامج والنوادي الجامعية والمدرسية وما إلى ذلك مما له اهتمام بالشباب.
ولكن مفعول هذه الحصانة سرعان ما يزول ويتبدد إذا لم تؤازره حصانة أخرى هي الحصانة الداخلية أو ما يمكن أن نسميه الحصانة الذاتية، وهذه تنبع من قلب الإنسان ويمكن تنميتها وتغذيتها.
وتكون تغذيتها أولا: (خطوة روحية) باستحضار الهدف النبيل والغاية الحميدة التي يسعى إليها الفرد، وذلك بإيمانه القوي بالله جل وعلا وأنه على تحقيق أمنياته قديرٌ ، ولا بد من أن يتبع هذا الإيمان إيمانٌ بالهدف وجدواه ليخطو في طريق تحقيقه خطوات واثقة، فإذا لم يكن داخل الإنسان عامرا بهذا الإيمان فإنه سيسقط في وحل الإحباط، ولن يستطيع التخلص من وساوسه القلقية.
وثانيا: (خطوة عملية) وتتلخص في النظر إلى عواقب السالفين سواء كانوا أمما ماضية أو أبطالا أو علماء وكل من خلدهم التاريخ بأي أمر كان، ينظر في بداياتهم المحرقة التي وصلت بهم إلى النهايات المشرقة، أو العكس مما يدفع إلى تصحيح مسار العمل ونبذ التراخي والكسل.
والحصانة كما ذكرتُ تنقسم إلى قسمين حصانة ذاتية وحصانة خارجية، والحصانة الذاتية هي الأقوى لأنها تستمر، وكلما اشتد بناؤها وقوي سورها صعب تسلق كابوس الإحباط.
ولنا في موسى عليه السلام الأسوة الحسنة عندما قال لفتاه: [لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقُبا](الكهف آية٦٠). 
وعندما نظر امرؤ القيس إلى صديق له فوجده محبطا يبكي لمشقة المطلوبِ وعسر طريق المرغوب قال:
فقلتُ له لا تبك عينُك إنما ... نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
والبارودي يقول:
ومن تكن العلياء همة نفسه ... فكل الذي يلقاه فيها محببُ
والله جل وعلا قبل ذلك وذاك يقول: [ وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ] (التوبة آية ١٠٥) .
المهم أن يعمل الشباب بجد ومثابرة وإخلاص ويتناسى الثمرة لأنها قد تكون في البداية محبطة أو غير موجودة، لكن إذا تناساها وعمل بإخلاص وجد ومثابرة فإن العواقب بإذن الله ستكون ناجحة بشرط أن يعمل على التحسين المستمر ولا يقف مكتوف اليدين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق