الثلاثاء، أكتوبر 04، 2016

أناضل ببناني ...


أظن أني أناضلُ ببناني فقد عجزتُ أن أناضل بسناني فإنه لا سنان لي ! ولستُ من أهل الحرب والهيجاء والبروز إلى المعارك !
ومن هذا النضال المستمر كسر شوكة أهل الباطل ولو بكلمة واحدة وإن كان أثرها ضعيفا يشبه وخز الإبرة ، فهذا يكفيني لردعِ سفهاء الأحلام ، يكفيني أن أهزّ فيهم شعرة ، أو أقلق من مضجعهم فكرة ، يكفيني أن يدور اسمي في نفوسهم مصحوبا بتضجرهم مني أو استصغار عقلي واستسفاهه لأني لم أفكر مثلهم !
هذا شرف أطمح إليه ولكنّه شرف مغيَّب في زخم الباطل الذي يتنافخ كل يوم ويجد حوله من يلتف عليه ويُهرعُ إليه !
يكفيني من نضالهم أن أناقض الفكرة بالفكرة وأن أحمل قلمي سيفا لا يعرف غمده ، وأن أظهر جلدي وعنادي وخروجي على سقمهم الفكري الطاغي الذي ما عاد يستره أي حسن ظن يمكن أن أحمله لهم !
لقد استنفدتُ ما في جيبِ صبري ، على أن صبري هذا لايُعد في ميزان الصابرين فالساكت عن الحق شيطان أخرس .
شيطان أخرسُ  إن كان يسكت حين يرى سفيها يحاول أن ينسب العار الذي لحق بالأمة مؤخرا إلى المتقدمين ، ويتملص من ذاته ويخلع بردة مساوئه على المداد الذي كتب أطهر سيرة على وجه الأرض سيرة محمد صلى الله عليه وسلم ، ويقول : "إن الناقلين للتاريخ أساؤوا إليه حيث ركزوا على جانب المغازي والسير " !
أ يزعجك جانب الغزو أيها الناعم الكريم ؟ أتظن أنك تفعل خيرا عندما تقول هذا الكلام ؟! إنك ما زدت على أن كشفت سوأتك الفكرية وقلة زادك في سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم ، فلم تقع عينُك إلا على كتاب اسمه : المغازي والسير . وضيعت في زخم تمحّلك وانحيازيتك كثيرا من الكتب العظيمة التي تناولت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بل لقد نقلت لنا الكثير من الكتب كل صغيرة وكبيرة في حياته صلى الله عليه وسلم .
ثم إنك ما سمعت نفسك وأنت تقول : " جانب العنف في سيرته " !
أي ْ لُكع ! عن أيِّ جانب عنف تتكلم أيها القزم ، أتدري على من وعن أي سيرة تتحدث ؟!

فقط لتتذكر فلعل علمك الذي لم ينفعك أخفى عليكَ أن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لا تؤخذ من السِّيَر فحسب ! بل تؤخذ من القرآن الكريم وتؤخذ من كتب السنة والحديث مع كتب السيرة المعروفة والمستفيضة في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم شاملة جوانب حياته كاملة .

قل ما تشاء فإني أقرأ بين عينيكَ ذُلًّا ما صاغه إلا رضوخك لشيطانك ، وكلاما لا يقوله إلا من لا يعرف دينه حقا ! 

بحثُك عن الخلل الفكري المتمثل في فكر " قتل الأبرياء" و "استحلال الدماء المعصومة" لا يبيح لك ولا يتيح لك الوقوع في ناقلي السير أو طريقة عرضهم لأن هذا بعيد عن الموضوعية التي تُعلمّها طلابك في أبحاثهم سيادة الدكتور !

والآن قل لي ! 
ماذا تريد أيها الناعم الكريم ! تريدُ أن نقول إن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى مكة ليعزي كفار قريش في وفاة أبي جهل ؟! كذبا وزورا وبهتانا 
أم نقول: إنه أدى واجب العزاء في عمه أبي لهب ؟! وحاشاه
أم تريدنا أن نقول: إن محمدا عليه الصلاة والسلام صفح عن اليهود وأعطاهم السلام حينما تآمروا على قتله غدرا وخيانة؟! وحاشاه
أم تريدنا أن نقول إنه صالح الروم والفرس كي يسهم في عملية سلام كبرى ويعيش الكون في وئام وانسجام؟! وهذه دونها خرطُ القتاد وجل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يَدرُجَ على أرض أهل الذل !
أم أنك تريدنا أن نحذف السير والمغازي حتى ينشأ جيلنا محبًّا للسلام والوئام ؟! هل هذه غاية مقصودك ؟!
ألا ترى الوهن يدب في خلال الأمة وأفئدتها ؟ ألا تبصر العدد المتكاثر واطّراد الذلة معه ؟! أم أن جيبك امتلأ ومعدتك امتلأت فما عدتَ تبصر حاجةَ أحد ولا عدتَ تهتم لجرح أحد؟!

أخيرا !
ليعلم كل متكلم أن للكلام لوازم ، ونحن نقرأ ما بين السطور
 والله جل وعلا يقول : (ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول) .
أيها الناعم الكريم أخزاك الله ! وقبحك وقبح ما جئت به؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق