السبت، يوليو 23، 2016

تخيّر لفكرتك!



لو كان عندك فكرة وتراها جيدة ولكنها مخالفة للعرف السائد
اكتبها على طرف غلاف كتاب أو في جوف مذكراتك الخاصة
تداولها مع أصحابك المقربين ، وترقب ردة فعلهم
هدئ من روعهم ثم اعرض فكرتك بكل الوجوه لهم في مجلسك هذا دون أن تنقل الحوار إلى مواقع التواصل الاجتماعي
لأن مواقع التواصل الاجتماعي ليست مكانا لتحريك المياه الراكدة
ولا لعبثية الأفكار فأنت حينما تناقش فكرة ما ستكون أحد رجلين :
الأول صاحب فكرة صادقة صحيحة ولكن عيبها الوحيد أنها تخالف العرف السائد
أو أنها فكرة مستساغة ومعتبرة المخالفة ولكن يرفضها المجتمع لأنها خالفت ما يظنونه الحق الذي لا يزاحمه شيء لعقود طويلة ماضية فوضعك فكرتك بينهم إيقاظ للفتنة وإحياءٌ للجدل الذي لا ينتهي غالبا بخير أو تكون كمن ألقى بجواهره الثمينة عند البقر والثيران أجلكم الله !
الثاني :  صاحب فكرة فارغة جوفاء لا تزيد قارئها إلا وهنا ووهما

فإذا كنت من هذا النوع فمن الأفضل لك أن تقطع أصابعك أو يذهب لسانك بأي بلاء كان ولا تكتب حرفا واحدا من فكرتك التي دارت في رأسك !

وللسلامة من ذلك كله ابعد عن الشرّ وغن له كما يقولون !
ولا أقصد من كلامي السلبية والحيادية ولكن القصد التخيّر .


اختر المكان الصحيح لمناقشة أفكارك وتصحيح مسارها واختر الوقت المناسب .


عندما ترضى بعرض عقلك في مكان مثل تويتر وفيه الجاهل والعالم والأحمق والذكي وصاحب المبدأ والفارغ حينها لا تغضب إن شُتمت أو قيل عنك ما ليس فيك
لا تغضب إن جاءك من تراهم أقل حظا منك في الذكاء وخلق الأفكار وعابوا عليك مستوى تفكيرك الذي تراه خارقا !
تخير الزمان الذي تقول فيه فكرتك
واختر الإنسان الجدير بسماعها
واختر المكان المناسب لمناقشتها .
قد تكون فكرتك أشبه بالأذى الذي يخرج من الإنسان
أخرجها لا بأس ولكن لا يكن ذلك في مكان عام كمن يتبوّل في الشارع أمام الغادي والرائح
انتبه لعقلك لا تجعله ملعبة يطيش في أيدي الفارغين والبطالين .

أما إذا كنت من الناس الذين يتعمدون إلقاء القاذورات الفكرية في قارعة الطريق لتشويه فطر الناس والتلبيس عليهم فإنك تحتاج إلى تأديب ذريع ، و ما مثلك إلا كمثل الوسواس الخناس ، بل أنت شرّ منه ، وأضلّ سبيلا !
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق