الأحد، يوليو 03، 2016

أحداث رمضانية ١

 
.
.
.


بعد أن قال الإمام : استووا ، اعتدلوا سووا الصفوف وسدوا الخلل
أضاف : أيتها الأخوات الكريمات المصليات نرجو أن تصلين في أواخر الصفوف 
وقد قال عليه الصلاة والسلام:
خير صفوف النساء آخرها

وينبغي علينا جميعا التعاون في ذلك حفظكم الله وتقبل منا ومنكم


ولعل حديثه ذلك جاء صدى للتغريدة المتصدرة في رأس التدوينة  .

ليس هذا الكلام يعنيني بل الذي يعنيني هو ردود أفعال الناس ، وتسلط بعض الجهلة والرد على التغريدة بما يسوء
و أظن ذلك راجعا إلى كمية الحقد الفائضة في قلوب أولئك على كل من اتسم بسيما الصلاح و أظهر غيرته ، وأكاد أجزم أن الناس لن يتمالؤوا ويتواطؤوا على ذلك الفحش والهُجر الذي أظهروه في أقوالهم لو كان الرجل "عاديًّا " بل ربما أثنوا على غيرته ومدحوه في السر والعلن !
وليس عجيبا أبدا أن يتكتل العامّة ليسبوا أهل الصلاح والتقى ما دامت شوكتهم تحتاج إلى عضد وركن شديد بعد كثير من الأحداث التي لا يرضاها مؤمن صادقُ الإيمان .
الغريب أنّ بعض النساء تهاتفن وتمالأن على تلك التغريدة و تظاهرن هُن وبعض الرجال أن الناس مصطفون أخيار ما داموا في ساحات الحرم ! وأنه لن ينظر بعضهم إلى بعض ، ونسوا أو تناسوا أن منبعث تلك التغريدة إنما هو أمر نبويٌّ ليس منشؤه التشهّي وقلة الذوق والأدب واتهام النيات كما يقولون !!!

فهل كان محمد صلى الله عليه وسلم حين ذكر أن خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها يطعن نياتهن ! أو ينسبهن إلى السوء ؟ أو يتهم أطهر الخلق بعد الأنبياء الصحابة الكرام ؟؟ حاشا لله 

فليس هذا من هديه ولا من نهجه عليه الصلاة والسلام ، ولكن الله الذي شرّع الشرعَ وأنزل الكتاب وأرسل النبي وأوحى إليه القرآن والسنة فهو لا ينطق عن الهوى ، الله جل وعلا الذي فعل كل ذلك عالمٌ أكمل العلم وأتمه بالإنسان وطبيعته
و ما توسوس به نفسه وهو أقرب إليه من حبل الوريد !

و لنتساءل هل الناسُ في حرم الله ملائكة مقربون ؟ أم أن منهم من تهفو نفسه وتزل قدمه في حرم الله ؟
الناس هم الناس في الحرم وخارجه ونوازعهم و نوازغهم هي هي لكنّ للحرم حرمته التي تخضع لها النفوس فتكفّ في الغالب وقد تغلب نوازعها ويضعف وازعها

وهذه النفوس التي انبرى الناسُ لتزكيتها والدفاع المستميت عنها بما يعارض طبيعتها وجبلتها هي التي أنزل الله عليها شرعه وأوجب عليها حكمه بمقتضى ما يصلحها ويبعدها عن الفساد .

و دعوني أذكركم بهذه المناسبة بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال : " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " قال:"وبيوتهن خير لهن " .
فإن كانت صلاة الفرد (الرجل) تفضل صلاة الجماعة بسبع وعشرين درجة فصلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد وخير لها ، ولذا كانت الأماكن المخصصة للنساء في الحرمين وغيرها من المساجد أقل منها للرجال
فالمرأة لو لم تجد مكانا في مصلى المسجد الحرام وغيره لوجدت في مصلى بيتها أو في حجرتها مكانا كافيا بل هو أسلم لها وأجمع لأمرها وسترها وراحتها مما لو كانت خارجه لكن الرجل لن يجد المكان الذي يصلي فيه ويكون خيرا له لو ضاقت عليه المساحة أو كانت مناصفة بينه وبين المرأة ، هذا و قد حكم بخيرية المنزل للمرأة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك لا يوجد ما يمنع صلاتها بشرط ألا تزاحم الرجال أو تخرج متزينة متعطرة ناشرة الفتنة من حيث تدري ولا تدري!

 و المتأمل لأولئك المعترضين يجد أن غالبيتهم إما جهلة عوام وإما محاربون لدين الله من حيث يشعرون أو لا يشعرون.

و من العجيب أنّ أولئك الطغام يتواترون على هذه الأوسمة و يتداعون عليها تداعي الأكلة على القصعة هجوما غوغائيا غاشما دون تثبت ولا تريث ولا حكمة فتكاد تجد لهم في كل مسألة رأيا وفي كل حادثة قولا و كأن الله وكلهم على العباد قد نصّبوا أنفسهم للنيل من دين الله ولكن بطريق لا مباشرة يُرى من ظاهرها الرحمة واللين وباطنها مشحونٌ بالطعن والنيل من الدين وممن ينتسبون إليه بأسماء مزعومة . 



و ما زلتُ أرى ممن كنتُ أحسن فيهم الظنّ كلمات خطيرة تسلك مسالك أولئك ، وفي كل يوم أكاد أقول : هذا فراق بيني وبينك ! ولكني أتمهل لئلا أندم على فعلي ، و لا أدري حقا ما أنا فاعلة !

حُرّر في صبيحة ٢٨ من شهر رمضان عام ١٤٣٧هـ

هناك تعليقان (2):

  1. بارك الله فيما قلته، ونعم القول والله..💜
    وعن تجربة، منذ زمن لم أذهب للمساجد، سوى الحرم..
    للطواف والروحانية
    هدى الله العباد ..

    ردحذف
    الردود
    1. المشكلة يا فاطم أن الناس يدعون أنهم يحسنون الظن في عباد الله وهم في الحقيقة يهاجمون أهل الصلاح قدر الاستطاعة
      يقولون إن الإنسان في الحرم ينسلخ من بشريته ويتناهى في خشوعه في صلاته ولا يدري هل الذي أمامه رجل أو امرأة والناس في صلاة وعبادة وأنت تفكيرك في الاختلاط ؟
      ترى أن إنكاره للمنكر منكر يجب تغييره !

      حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل .

      حذف