الاثنين، مايو 02، 2016

صور الذكريات !



بينما أنا أقلب صور الذكريات ، و أتملاها مبتسمةً من ذكرى أيام مضت ، إذ مرت عليّ صور لصديقات حبيبات ، قضيتُ معهنّ أياما جميلة مرت كلمح البصر ، هذه الصور جعلتني أتأمل كثيرا ، ماذا لو كانت الصور - عياذا بالله - في يد فتاة غير سوية ؟ ماذا لو كانت تترأس عصابة لابتزاز البنات أو أنها عضوة فيها ؟
منذ متى يفصح الخبيث عن نواياه السيئة ، وهل له مظهر معين يتمظهر به حتى يعرف الناس سوء طويته ، جلست أتفكر وأقلب الأسماء بين عينيّ فلانة أثق فيها ولا يمكن أن أتوقع منها السوء ، فلانة أهل للثقة ومن عائلة محترمة ، وعددتُ أكثر من صديقة هنّ في نظري ثقات ، ولكن ماذا لو نقضت العهد منهن فتاة ، أو نكصت على عقبها وهوت إلى أسفل سافلين عياذا بالله ؟ 
القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء ، والإنسان يفطر على الخلال كلها ، ولو أمنت جانبهم اليوم فكيف سآمنه غدا ! 
صحيحٌ أن لقاءنا كان سريعا في ذلك اليوم ، و الصور حبست سرعته وجعلته أبطأ مما نتصور ، جعلته ذكرى خالدة بالشواهد وهذا أجمل ما في الصور ولكنهن بنات و أنا مثلهن أخشى على نفسي وعليهن .
و رغم أني لا أُحبّذ التصوير ، وليس شيئا من عاداتي إلا أنني وُجدتُني بطريقة أو بأخرى في إحدى تلك الصور محبوسة فوق الماء تارة وألعب مع الصديقات  فوق الماء تارة أخرى!
أعترف أننا في ذلك اليوم تجاوزنا خطوطا حمراء ما كنا لنتجاوزها لولا طيشُنا وخفة عقولنا يومها ، نسينا كل شيء في سبيل المتعة الآنيّة ، وعطلنا كل تفكير في المخوفات والمزعجات ، وأغمضنا أعين الحذر ، واليوم وبعد عامين من ذكرى الأحبة تسللتُ لجهازي أنقب عن كنوزه ، فوجدت هذا الكنز ، كنزٌ للذكرى ثمين ، كنز أخشى أن يعاقبني الله عليه فتكوى به جبهتي وجنبي وظهري ، ليس لأني أفكر في نشره - معاذ الله - ولا لأني قررت أن أطلعه أحد الناس الذين لايحل لهم رؤيته لا والله ، ولكني خشيت أن يُوصل إليه دون أن أسمح بأي طريقة كانت !
رغم أن ذلك بعيد واحتياطاتي فيه بليغة إلا أن الإنسان ضعيف ولا يطيق أن يحمي نفسه فضلا عن أن يحمي مقتنياته لكني أكتفي بأن أستودعه الله الذي يكلؤنا بالليل والنهار ، وما أزال على يقيني الأول بأن الناس لا يُؤمنون الأمان التام ، والأجهزة لا تؤمن وإن كان مالكها ثقة ابن ثقة ابن ثقة .
ولعلكم الآن تتساءلون ما الحل فيما سبق ؟ أقول وبكل صراحة أنا من أضعف الناس قوة على محو الذكريات ، إذا محتها يدي فقلبي لا يملك محوها ، لذلك ستبقى ذكرى خالدة أعود لها كل ما شط بي المزار عنهن وجفت أرض وصالي معهن 
أعود لها بأيـــــــام عجافٍ ... إلـــى الذكرى تحن وترتجيها
لعل الغيث يعقبُ بالتلاقي ... و يقضي الله بالإسعاد فيها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق