كبرتُ وتبين لي أن لم أكن وحدي ..
لم أكن وحدي أتألم من بلل أجده في فراشي بعد استيقاظي من النوم ، عندما كنت أخفف الوطأ لئلا يسمع من حولي وخاصة لداتي خشخشة الحفاظة التي أرتديها .
كنت أجلب فراشا خاصا وأكره أن يسير عليه أحد أو يستلقي ، لقد كان ملبسا بالنايلون لئلا يتسخ من بللي
كان يوجعني أكثر عندما يتساءلون عن سر فراشي العجيب أو سريري الأعجب !
كبرتُ واستغنيت عن ذلك الفراش ، ولم تعد تعاودني تلك الغصة التي كنت أحملها في حلقي في كل ليلة تجمعني بأشباهي الأطفال ، لأن الله شفاني ، و لأني لم أعد طفلة !
كنت أجلب فراشا خاصا وأكره أن يسير عليه أحد أو يستلقي ، لقد كان ملبسا بالنايلون لئلا يتسخ من بللي
كان يوجعني أكثر عندما يتساءلون عن سر فراشي العجيب أو سريري الأعجب !
كبرتُ واستغنيت عن ذلك الفراش ، ولم تعد تعاودني تلك الغصة التي كنت أحملها في حلقي في كل ليلة تجمعني بأشباهي الأطفال ، لأن الله شفاني ، و لأني لم أعد طفلة !
كبرتُ قليلا وصرتُ شابة في أول خطوات الشباب ، لم أكن أريد أن أكون كذلك ، أردت أن أبقى طفلة لأطول فترة ممكنة فالطفولة ساعدي الأيمن ، وسر من أسرار مسراتي كنتُ أظن أنني الوحيدة التي انتهت مدة طفولتها المقدرة
لكني اكتشفت أن هناك بالصف من تشاركني .
اغتالني في سنيّ شبابي الأولى شبحُ الوهم وبدد كل باقات السعادة التي جمعتها في فؤادي ، كان يبيت معي كل ليلة ويصحو إذا صحوت ثم يولي هاربا حتى موعد المبيت ، ومما زاد هذا الوهم سوءا مزامنته الأيام الأخيرة في حياة والدي ، لذلك اخترعتُ وهما جديدا مرقوما بالتشاؤم " كلما زارتك هذه الحالة فتأهبي لفقد غال جديد " .
كنتُ أظن أنني الوحيدة في هذا العالم التي يساورها الوهم ويسجنها الخوف والوجع ، كنتُ أظن أني الوحيدة التي طعنها اليتم في خاصرتها للحد الذي منعني أن أخبر صديقاتي بوفاة والدي ، وكأنه عارٌ أو أمرٌ لا يبثُّ ولا يذاع ، وأخبرني الوهمُ أنه سيفترسني إن إنا أذعتُ سرّه ، ولذلك عاودني مرة أخرى وأصبح لا يغادرني إلا عند بوابة المدرسة !
لكنني كبرتُ واكتشفت أني لم أكن وحدي ! لم أكن وحدي في الحياة أعاني الوجع ، لم أكن وحدي ممن دهمهم الخوف وحوطهم بأسواره المنيعة فلا يبصرون إلا السواد ! لم أكن وحدي حقا ، وكلما مضيتُ في العمر أكثر رأيتُ من هم أسوأ مني حالا .
صديقتي في المرحلة المتوسطة كانت تقص علي بكل جرأة حكايا فراشها المبلل وكيف تفعل به كي تهرب من تقريع والدتها ، وأخرى قصت علي ضيقها وحالات الاكتئاب التي تعتريها .
اكتشفت أن كثيرا من الأطفال يصابون ب مرض التبول اللا إرادي في نوم الليل و أني خير من غيري وأفضل بكثير فقد استطعت بفضل الله أن أتجاوز مرحلة الخطر ، فهذا المرض يمتدّ في حالات نادرة لدى البعض ليشمل مراحل العمر كلها ، أما أنا فقد كان آخر عهدي به الصف الرابع الابتدائي !
الوهم الذي اغتالني كان يقارب الاكتئاب وهو المرض الذي لا يستطيع بعض من أصيب به أن يخرج منه بسلام ! وخرجتُ منه ولله الحمد بسلام .
والأهم من ذلك تبين لي أني لم أكن وحدي ، لستُ وحدي في الحياة ، لستُ وحدي في الألم !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق