لا أعرف ما الذي أعادني إليكِ بعد هذا الأمد الطويل ! أهو الوفاء الذي نتغنى به ولا نعرفه !
أم الحب الذي ما زال غامضا كما يقول الزبيري :
وما الحب إلا جنون الحياة ... وجانبها الغامض المشكل .
أم الحرية التي أجدها لديك ، الحرية التي تمنح لقلمي حق الحياة ، وإن كنت أعرف أن زوّاركِ لم يأتوا منذ ذلك الأمد .
زوارك الذين يعدون على الأصابع ! فالكاتبة (أنا) لاتمتلك عطر شهرة يجعلها ذائعة أو يجلب لها الكثير من المتابعين والمتابعات !
لديها العطر ولكن لا يشمه المزكوم وهذا ما يريحها أكثر ، ويجعلها تهوى أن تكون مغمورة على أن تكون مشهورة !
ما الذي أعادني إليكِ ، وجعلني أكتب رغم مشاعر الفضيحة التي تغمرني وأنا أخط حروفي ، وأشعر أن خلف كل حرف فضيحة سيكتشفها الناس !
هه وأي ناس أولاء الذين لا يقرؤون ! بل لا يطرقون باب اللطف فيفتح !
وأي فضيحة تلك التي تتعقبني عندما أكتب حروفي ، أهي المشاعر ؟ وهل كانت المشاعر فضائح مثلا !
حقا لا أعرف أي شيء أعادني إليك إلا أن يكون ذلك قدرا خالصا بلا سبب ...
أتساءل بيني وبين نفسي ، هل سيعود الناس إلى هنا مثلي ؟ وهل كان هجران الناس لهذه المحلة ولمدوناتهم كمثلي ؟
إني أرى المدونات التي أتابعها فأجد أني أكثر أولئك الناس وفاءً وأقربهم مودة ، إذ إن زيارتي ونشاطي لم يبعد عهده مثلهم ، ولم تشخ أركانه .
بل إني فعلت أكثر من ذلك ، لقد قمت بحث صديقتي على زيارتك ، وفعلت ذلك أيضا لمدونتها ، في محاولة إعادة الحياة لهذه البقاع المقفرة ، رغم أنها ثروة لو أنها استغلت استغلالا جيدا وكان لها من يتابعها .
عموما ولأي سبب كان رجوعي أحسست أني عدتُ إلى وطني عندما عدتُ إليك.
وطن ! أي وطن هذا الذي أتحدث عنه ؟
وهل لي وطن أنا ! وأنا التي قلتُ يوما ما :
أنا من ليس لي وطن ... سوى الرحمن يؤويني
وقلبي مولع أبدا ... بحب الله والدين
لكني أسمعهم يتغنون بالوطن وبأن العودة إليه لا تشبه أي عودة ! هو هذا بالضبط ما أشعر به الآن ، وأكاد نوعا ما أتخلص من شعور الفضيحة الكتابية ولكني لا أجزم بأني لستُ مريضة نفسية كما قال دكتورنا قدس الله سره !
عدتُ هذه المرة لأكتب أي شيء لأقول أي شيء لأشعر بأن أغلال الأعراف الكتابية كلها لا تساوي شيئا أمام خلجات النفس المحتشدة التي تريد أن تقول أي شيء وكل شيء !
الحمد لله ها أنا أمسك بسر عودتي ! إذن لقد عدتُ لأكتب ولكني لستُ واثقة تماما من أن الكتابة أعادتني .
ربما عدتُ لأحتفل بجمعِ شعري " الضائع أغلبه "- والحمد لله أنه ضاع- بين دفتي كتاب ، ربما عدتُ لأقول لنفسي بأني انتصرتُ عليها وجمعتُ شعري و أرسلته لمن سيعطيه قيمته ! نعم أقول لنفسي باعتبار أن الواحة المخضلة "مدونتي" مهجورة ، غادرتها الأطيار بعد أن نضبت مياهها ولكنها الآن تستجمع قواها .
سجل يا تاريخ أني عدت في ليلة الثامن والعشرين من رمضان
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق