أحزن عندما أشاهد من يسخر نعمة الله في معصيته وفي ازدراء الآخرين .
كمن يتندر بالمشردين باللاجئين بالمهجرين
تندر ما شئت ؛ سوف تذوق ما ذاقوا
إن الحرب التي أجلتهم ليست بيدهم ، ولم يفتعلوها وها هم يدفعون ثمنها باهضا
إنهم قوم يبحثون عن الحرية في أرض الله الواسعة !
يبحثون عن الأمان عن الاطمئنان في مراغم الأرض الكثيرة وسعتها .
لم يبحثوا عنها في شرفة بيتك ولا في فنائه
لم يطلبوك لحافا ولا فراشا ، وهو حق لهم كأضياف نزلوا بأرضك ولكنهم يأبون الضيم والإثقال ، وأنت تأبى الكرم وتهوى المال !
ألأنهم غرباء تستنقصهم ؟ ولأنهم شاركوك الهواء فقط تزدريهم ؟
ألأنهم اختاروك وجوارك من دون العالمين تشحُّ نفسُك عليهم على أنك غني لا خصاصة بك !
أتحسدهم على قليل ما آتاهم الله ! وقد آتاك الله الكثير ؟
أتستكثر عليهم نعمة الله وتشخص ببصرك عليها وهي قليلة إلى ما لديك ؟
أوتحسب أن عطاء الله محظور عنهم ومتاح لك ؟ وهل كان عطاء ربك محظورا ؟!
هل نزل لك عهد من السماء بفقرهم وغناك ؟ وتبدل حالهم وبقائك على ما أنت عليه ؟
أما تعلم أن الأيام دول ؟ وأن الحياة لها وجوه كثيرة ؟ والله يقبض ويبسط ، ويعطي ويمنع ، ويخفض ويرفع ، ويعز ويذل ، ويرزق من يشاء بغير حساب ؟
متى ستجرب الاقتداء بآبائك الذين عرفوا الخصاصة في أوجها فآثروا الأضياف على أنفسهم ولم يجدوا في صدورهم حاجة مما أوتوا ؟ متى ستجرب الحب بلا مقابل
والعطاء القائم على رابطة "وكونوا عباد الله إخوانا"
متى ستستشعر معاني السمو في الاتحاد ، والقوة في الاجتماع
والنشوة باتباعك قول المصطفى ﷺ : " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ..."
أولئك الذين أتوك ما جاؤوا طواعية لقد كنت خيارهم الأوحد ؛ فإما الموت أو أنت ، ولو علموا أنك بهذا الشح ؛ ما جاؤوا بل لفضلوا الموت على نظرة ازدراء منك واحتقار !
لأن نفوسهم عزيزة
لقد تقدموا هم في البلاء بالضراء وما أنت بأكرم على الله منهم
وابتلاك الله بالسراء ليرى صنيعك وما يصدر عنه قلبك ، وما الذي جرى لهم ببعيدٍ عنك .
ثم من الذي قال لك أن الأرض لك ! من الذي أعطاك صك ملكية أرض الله الواسعة ؟
لو كنت تقرأ : "إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين " أو لو كنت تؤمن حق الإيمان بأن الله هو الرزاق ما ضاقت عليك الأرض بما رحبت لرزق حباه الله أخاك المسلم أيًّا كان .
مسكين أنت !
في شقوة الذات والأنا ، نعم أُخرجوا هم من ديارهم وأخرجت أنت من إنسانيتك
يعيشون شم الأنوف رغم فقرهم وشدة حالهم ، وأنت تعيش تحت وطأة اللقمة التي تخشى أن تخطئك في القَدر فتقع في فمه بدلا من فمك !
كم أنت مشرد عن روحك ، فقير إلى الأدب جيبك فارغ إلا من المال ، وليت شعري ما قيمة المال عندك ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق