الاثنين، سبتمبر 17، 2012

الفتاة العرجاء .


بينما كنتُ يائسةً بائسة حزينة , تتردد أصداءٌ تراودني بالانسحابِ وأمور أخرى كثيرة , حتى ألجأتني نفسي الغريبة الأطوار إلى البكاء , وجلستُ إلى زميلةٍ أرسلها الله لي كي تخفف عني وطأة الحزنِ التي اجتاحتني حتى كادت أن تسحقني !
إذ بفتاةٍ تسيرُ في طريقها سيرا حثيثا , ولكنه سيرٌ أعرج , فالفتاة عرجاء , ولكنها مكافحة مناضلة أغرقت تفاصيلي بالأمل حتى رأيتُ النعمة تتجلى في هذه الفتاة !
فلماذا أحزنُ أو أيأسُ أو أبأس وأنا بحمد الله جل وعلا سليمة المفاصل والأعضاء , لا أشتكي العمى ولا أعرف الصمم !
لماذا أفكر في الانسحاب ونفوسٌ تلاقي من الصعابِ ما تلاقي ولم تنبس نفوسهم ببنتِ شفة عن انسحابٍ أو تخاذل أو تراجع !
كانت صديقتي تقول لي : ماهذا الضعفُ الذي لم أعهدهُ عليكِ ؟ ليسَ مثلكِ من يسقط عند المحاولة الأولى ويستشعر طعم الفشل وهو لم يجرب بعد !
هنا تبين لي أني كنتُ قبل أن أشاهد مظهر الفتاة العرجاء كنتُ عرجاء في فكري , وأبصر كل شيء أسود حتى احلولك الفضاء من حولي .
ماذا لو كنتُ عرجاء حقا ! كيف ستكون نظرتي للحياة ! هذه الفتاة تعرف تماما ماذا تفعل , وتصيد الهدف بأيسر مصيدة إن التفاؤل ملأ عينيها حتى أبصرته ولم تبصر شيئا سواه .
وأنا أغلقتُ باب التفاؤل فانفتح لي باب القلق والخوف , ولم أبصر سوى السواد , والذي قلبه رأسا على عقب مرور هذه الفتاة أمامي !

أدركتُ حينها أن الإنسان هو الذي يخلق الكآبة في نفسه وهو الذي يشعرها بالعجز ، والضعف ، وأن العرج عرج العقل لا عرج الجسد.

هناك تعليق واحد:

  1. صحيح, تمرّ علينا مراحل من عمرنا نشعر فيها وكأننا فقدنا كل شيء!
    عُمْي إلا عن كئابتنا !
    نظن أننا تغيرنا مع ماتغير في الحياة فلا نملك عزيمتنا الأولى وإصرارنا أو ربما نودع أحلامنا من شدة اليأس..

    حينها نحتاج لمثل هذه الفتاة لنعرف أنه الفأل الذي نفتقره والثقة بالله أن القادم أجمل :)

    ردحذف