
,’
عندما ودعتك لم يباغتني الشعرُ كما يفعل أحيانا , ومعنى ذلك أن الألم خارقٌ عن العادة ! له صوته الذي يصدره ووجعه الذي يبثه ووجهه الحزين الذي امتلأت به التعابير حزنا .
إنه الوداع ُ لا غيرُه , وهو الذي اخترته بعد تصفياتٍ وأمورٍ كثيرة ..
كنتُ أرضع منكَ ولكنك لم تحسن فطامي , جعلت روحي معلقة بك , تزورك عشية وضحى ! إنه ليس العشق فإني لم أعشقك ولكني ألفتك , ألفت مجاورتك والركون إليك متى ما أقضت الحياة مضجعَ فكري ! وألهبت الأحداثُ وجداني
كنتُ أرتقي مسرحك لأنفذ شيئا مما تريد لأنني أحب ذلك لا أكثر ولا أقل ! كنتُ وكنتُ وكنتُ ! ولكني فشلتُ في تخطيطي للرحيل فالبوابة كانت كبيرة وسعتني ووسعت الكثير معي , فما عدتَ تعي على أينا تحزن , ولا على من تسكب ُ العبرات وتسجل ذكرياتك على أطلاله .
متأكدة أن حجمَ خسارتي لا يساوي بحال أي إنسانة عابرة سجلتْ هدفا في مرماك ورحلت ! ولا يساوي أيضا قيمة الاحترام التي صرفت من تيار وجدانك السخي ! ولكني أكبر من ذلك بكثير , ليس لأني أدل عليك أو أمنّ , ولكنها حبوة من الله آتانيها ولا ينكرها إلا جحود .
كنت في مصافِّ الطائعين , الذين يرسمون ابتسامة الرضا بعد أي حادث مزعج وما أكثر ما أزعجني , كنتُ هادئة أميل إلى المشاكسة كنتُ أخبئ مشاعري بعيدا عن أنظاركم لأن إبداءها كلفةٌ في حق روحي التي ماطلت في عودتها إليَّ بعد أن تعلقت بك!
ما زلتُ أذكر يوما قررتُ فيه التوقف عن حبك وعن زيارتك , عندها أحسستُ أن كبدي تكاد تنفطر , وأن الدنيا تدور بي لأني قررتُ قرارا لا أستطيع الرجعة فيه !
قرار لونتهُ كل أحداث عامي الأخير بلونها الأحمر ووقعت : ( ممنوع الاقتراب ) .
أعلم أني ابتأستُ بؤسا أكبر من حجم الفراق , وأنني كتمتُ دمعاتٍ لم تنزل لأنها تأبى النزول , وأنني عملتُ بإخلاصٍ حتى آخر لحظة .
الكلمات كلها تترسم أمامي , وأنا لا أتقن تجميعها هذه اللحظة على السطور , لذا سأتوقف هنا حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا .
الوداع بعد اكتواء, أكثر إيلاماً من طقوس الوداع وحدها!
ردحذف