
لا أدري لماذا أعشق هذا النوع من الصور ! أحب أن أتأمل نمو الحياة في المكان الجدب , وأحب أكثر وجود حيٍّ بين الأموات كهذه الزهرة , أحببتُ صورة شخصية اخترتها في أحد المنتديات وردة بيضاء تنمو على أرضٍ بور , أليس شيئا جميلا ! أليس تميزا أن تبرز هذه الوردة هنا !
إنها تغريك كثيرا لإيصالها للمكان المناسب , كم من درس سأتعلمه وأنا أتأمل هذه الزهرة الشامخة ! إنها تشبه الفتاة الثابتة عند سقوط الآخرين , تشبه الفتاة التي لم تتعرَّ عندما تعرى الناس ونسوا أو تناسوا الحشمة والحياء .
تشبه الفتاة التي حافظت على حجابها فسمت وتألقت رغم أن من حولها لا يلوون على أحد ولا يهتمون بكرامة الحجاب بل ربما طلبوا منها أن تتنازل عن شيء من بتلاتها ورحيقها كي تكون مثلهم ! كي تمشي بلا حياة و بلا وازع يردعها عن السوء .
إنها تذكرني بذوي الإرادة الصاخبة التي تصنع الأشياء من اللا شيء ! كم حدثها الطوب وهي تستجيبُ للنمو أنها لن تكون وردة ولو وصلت لبنات نعش ! وكم سخر منها الطينُ الذي يحملها والماءُ الذي يرشرشها بقطراته
أيتها الزهرة تأكدي أنك وإن لم تنبتي في مكانك الجميل فسيأتي من يقطفك ليضعك في محلك الرائع بين الأزهار هناك ستتألقين , وعندما تعيدين ذكريات الماضي مع الصخور التي كانت حولك ستكتشفين أنها أضحت وقودا لنار الخباز الذي كان يسقيكِ كل يوم !
وعلينا ألا نستبعد الخير من أي مكان كان , فهذه الأرضُ غايتها أن تهدي لنا زهرة متألقة , لا نلومها فهذا الذي في وسعها , ولربما كان فوق طاقتها ولكنها تحاملت عليه حتى أتت به , فلئن تهدينا زهرة واحدة خير من ألا تهدي شيئا يذكر .
عند هذه الصورة تكثر الخواطر والكلمات , هنا أتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت ) .
لنتخيل أننا زهرٌ وطوبٌ كم مرة في اليوم سنكون طوبا لا حياة فيه بسبب غفلتنا عن ذكر الله وكم مرة سنتحول لزهرة تنشر عبيرها عطرا بذكرها لله ؟!
الحديثُ في هذه الصورة وعليها طويل ويحتاج إلى ترتيب أفكار عطشى إلى الري من معين الفكر والشغل مشغلة عن ذلك , لو كتب الله لي العودة سأكتب بطريقة أفضل عنها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق