السبت، أغسطس 24، 2019

مطعم الصافي

نتيجة بحث الصور عن مطعم الصافي 


وما أدراك ما مطعم الصافي ! مطعم في الطائف أجرى مسابقة بالتزامن مع سوق عكاظ، تنص على أن لكَ من الطعام ما نظمته في قصيدة مجانًا وبلا حساب..
فاخترتُ من الأصناف أطيبها ومن الأكل أشهاه ليكون وجبة عشائي يوم عيد الأضحى، بالتشارك مع عدد من الأقرباء، وكتبت القصيدة، وكتب ابن خالتي أخرى، واخترنا الذهاب في وقت متأخر من الليل، وبقينا ننتظر دورنا ساعة من الزمن
حتى إذا ما زقزقت عصافيرُ بطننا وأوشكنا على اليأس، وأخذ النوم مني مأخذه، نادى منادٍ من شاشةٍ لهم يضعون عليها أرقام الطاولات، وحروفها وإن من الغمط أن تكتب تلك الأرقام برموز غير رموزنا، وأن تنادى الحروف بحروف أعجمية!
قمتُ وقد ارتجفت قدماي من هول الحماس، وحداثة التجربة، وتنازعنا أيُّنا يلقي قصيدته، فعمّاني الغرور بشعري وناديتُ أن دعوا ابن خالتي يلقي مالديه أولا فإن قبلوه وإلا ألقيتُ معزوفتي فبهرتهم حتى لا أدع طعاما إلا وقد ذقته، وحتى يتساءل الناس من أين جاءتكم هذه الشاعرة المفلقة التي جاوزت الناس وجاءت بقصيدة ما أتى بها الرعاع الذين حاولوا قبلها!
وجلسنا إلى الطاولة نرقب حضور الكاميرات أو جهاز التسجيل لنبدأ في إلقاء معلقاتنا القيّمة!
فجاءت فتاة تحمل في يدها جهازا إلكترونيا يقال له (آيباد) وفيه قائمة الطعام التي عمت البلوى بتسميتها (منيو)، وبدأ ابن خالتي باستعراض قواه قائلا: أتيناكم لنلقي لكم شعرًا، وكانت الطاولاتُ إذ ذاك مفروشة بورقة فيها إعلان المسابقة، فتوقفت الفتاة عن أخذ الطلب واستأذنت، وقد استحكمت الغبطة جوارحنا، وتخيلتُ نفسي وأنا ألقي أبياتي، وتخيلتُ لجنة التحكيم وهي تذكر الله من جمال الأبيات وتناسق الطلبات فيها، وأنا في غمرة تفكيري وتخيلي جاءتنا فتاة أخرى يبدو لي أنها المسؤولة عن هذه المسابقة، وتكلمت فقالت:
في الحقيقة كنا قد حددنا عشرين طاولة يشملها هذا العرض في اليوم الواحد، وكانت آخر طاولة قبل قليل من دخولكم💔
نعتذر منكم وحبذا لو زرتمونا يوما آخرا وبكرتم الحضور لتدركوا ما فاتكم اليوم..
هنا فقط آليت على نفسي أن أعدل قصيدتي ولا أدع شيئا إلا نظمته، وكانت خطة انتقامية لم أحسب حساب عواقبها 😂
وخرجنا من هذا المطعم حفاظا على كرامة الشاعر داخلي وذهبنا لمطعم آخر وتعشينا عنده، وأصبح آل المنزل كلهم إذ ذاك شعراء وفي سبيل البطون كل صعب يهون 😂
ثم ذهبنا إلى المطعم أخرى يوم الخميس ومعي أبياتي وشيء من خيبة الأمل وتوطين النفس على العودة بخفي حنين، وجاءت النادلة وفي يدها جهاز قائمة الطعام وقلنا لها نحن آل الشعر وجاءتنا بالفتاة المسؤولة وأخذت أبياتي وأطلعت عليها لجنة التحكيم، ثم عادت إلينا النادلة وأخذت الطلبات التي بلغت ٤٩١ ريالا، نظرت إلى المبلغ وأنا أشعر بالشفاء ههههههه
فما لبثنا مليا إلا وجاءت المسؤولة تشرح لنا تحملهم من قيمة الطلب ٣٠٠ وما زاد فهو علينا !! واستأذنت منا هل نريد ذلك؟ وافقنا على ذلك، وابن خالتي أخذ غرفة أخرى ومعه أخته وطلب ما يقارب ٣٠٠ بحذف عدد من أبياته بعد أن عرف منا أن ما زاد على ٣٠٠ سيدفعه من جيبه.
ثم إن هذه التجربة أعجبتنا وقررنا أن نكررها مرة أخرى وأعزم عليها بنات عمي، وذهبنا اليوم التالي إلى المطعم ومعي قصيدة من بحر الوافر وقافيتها الراء، وكنا كلما رأينا من قريباتنا أحدا دعوناه حتى تم عددنا ثماني نسوة، ركبنا سيارة صغيرة بحماس، والعدد الكبير في السيارة الصغيرة فن لا يتقنه كل أحد، وقد بلغني أن هناك من يزيد على ذلك، ولكن هذا العدد أقصى ما جربناه والله أعلم!
ولما دخلنا إلى المطعم وأخذنا مقاعدنا وأعطيناهم أبياتنا، عادت إلينا النادلة وهي تقول القصيدة غير جيدة لا وزن فيها ولا قافية!! ثارت أعصابي وشعرت بالحرج كيف؟؟؟ هذا البحر وهذه القافية أين لجنة التحكيم من يحكم هنا!! وبعد جدال عقيم لم نظفر منه بشيء خرجنا من مطعمهم إلى مطعم آخر، وهو المطعم نفسه الذي خرجنا إليه المرة الأولى 😁 .
وكنت قد جهزت قصيدة للإفطار وسافرنا إلى الباحة يومين ثم عدنا إلى الطائف وأخذت أمي وخالتي أبياتي وذهبتا بها إلى المطعم وأفطرتا فطورا زكيا كان لنا منه نصيبٌ وافر ولله الحمد 😋
ثم إن خالتي طالبتني بكتابة أبيات للمرة الثالثة، وراودتني فيها كثيرا وقد أزمعت من قبلها على ألا أعود بعد أن قالوا إن أبياتي لا وزن فيها ولا قافية لأني فعلت كمن يلقي على البقر محاسن الدرر، ولكني نزولا عند رغبتها كتبت أبياتا وطلبت فيها ما كتب الله لنا من خير ونعمة وذهبنا وطلبنا فإذا بالفتاة نفسها التي قالت لنا إن شعرنا غير مقبول، أخذت أبياتنا ثم عادت تقول لأن الأبيات (مو مرة) فسنعطيكم ما تطلبون بقيمة (٥٠٪) 😠 قالت لها خالتي نحن أتينا وليس معنا مالا لنأكل بالشعر، فكيف تقولون لنا هذا الكلام؟ من كتبت الأبيات شاعرة 😡
فغابت مدة ثم عادت وقالت: اطلبوا. فطلبنا وأخذنا الذي طلبناه سفري وخرجنا ..

وكان هذا آخر يوم لي في الطائف في إجازة عيد الأضحى 😌
وكل عام وأنتم بخير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق