
أمينةُ فتاة جادة، جلست على طاولة المكتبة وأمامها مذكرتُها الصغيرة التي حصلت عليها من أستاذة المسار الثقافي في المركز الصيفي في المهاجرات، جذبتني شخصيّتُها، وشعرتُ أنها تتلقفُ كلامي بتلهف، وتشاركُ بإصرار لتصل إلى حلول الأسئلة التي أطرحها
كان ذلك يوم الأحد الماضي، في ورشة عملٍ قدمتها لهن في قراءة كتاب: "القراءة المثمرة" للدكتور عبد الكريم بكار، لم أستطع إخفاء إعجابي بشخصيتها عندما وجدتُ فتاة أخرى تشبهها فقلتُ لها: تقرب لك أمينة؟ فقالت: نعم أنا أختها، أخذت أحدثها بإعجابي بجدية أختها فقالت لي: فعلا هي جادة جدا، ولقد تعبنا في المنزل من جديتها، قلت لها: ليس ذلك عيبا، ما أجمل أن تكون الفتاة في سنها جادة، لأنها ستفيد من حياتها أكثر، قالت: فعلا، هي التي شجعتني للالتحاق بالمركز الصيفي ...
واستمرت الأخت في حديثها حتى ذكرت لي معاناة علقت بها أمينة في الفترة الأخيرة أوجعت قلبي أيما إيجاع، قالت: تعرفين.. هي التحقت بالجامعة ولكنها اضطرت إلى قطع دراستها بسبب الأوضاع الأخيرة💔، والرسوم، ولن يتمكن والدي من الوفاء برسوم التعليم معها، ثم استأذنت فصافحتها وتعرفتُ على اسمها ثم قالت: ستسعد أمينة كثيرا لأنها لفتت انتباهك.وذهبت لتبحث عن أمينة.
أحسستُ بالغبنِ كيف لفتاة كهذه خلقا وأدبا وجدا وتواضعا أن تنقطع عن دراستها، ولماذا لا تجد من يموّلها ويتكفل بتعليمها ما دامت بهذا العقل، إنها ثروة ولكن من يقدر ثمنها؟ وكم من فتاة أخرى مثل أمينة.
فصديقتي طالبة في مرحلة الماجستير تكاد تترك دراستها لأنها لا تجد الدعم الماديّ، ولا تسأل عن دعمها المعنوي فمن جرّب مرحلة الماجستير يعرف الإحباط الذي يساور النفس عند كل خطوة، فكيف وقد انقطع عنها الدعم الماديّ والمعنوي؟ فهي لا تحصل على مكافأة لأنها غير سعودية، ووالدها متوفٍ من قبل أن أعرفها، أتمنى أن تكون هناك جهات تتكفل بطلاب العلم، وتسد فاقتهم وحاجتهم، فطالب العلم أولى من يصرف له المال، ويقدم ويكرم، فكم من أمينةٍ لا نعرفها حرمت من التعليم بسبب انعدام الدعم.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق