
أشعر أحيانا أنني أهزأ بنفسي عندما أكتب !
وأعرضُ إحساسي للسخرية , فمشاعري معروضة أمام الناسِ بالمجان
يسطرون خلفها إشارة إعجاب أو توقيعة شكر
وقد يتجاوزُ أحدهم ذلك برتوشٍ نقديةٍ ليست بمفسدتي على الإطلاق !
وأعرضُ إحساسي للسخرية , فمشاعري معروضة أمام الناسِ بالمجان
يسطرون خلفها إشارة إعجاب أو توقيعة شكر
وقد يتجاوزُ أحدهم ذلك برتوشٍ نقديةٍ ليست بمفسدتي على الإطلاق !
أشعر حينها أني طفلة ! منزوية أبكي وهم يسمعون بكائي
أشعر أني افتضحتُ وأن فضيحتي نكراء
وأن بإمكانهم أن يشرحوا نفسي في كيان الحرف
فيستخلصوا منها كل أمزجتي التي كنتُ أتحفظ عليها وأخبئها جهدي .
إذن ماذا عليَّ أن أفعل حتى أدفع كل هذا العناء الروحي المنهك ؟
وكيف لي أن أحكي حكايةً بدون أن تتكشف أفكاري وتتبرج على رؤوس الأشهاد !
عندما أكتب أرى تلك تشعرُ بأني ألمزها بالكلام , فأعدل عن أحرفي ,
يراودني الحرف في رونق متأنق
يؤول مضمونه إلى موقف صادفني اليوم نفسه تستطيع صاحبة الموقف أن تصطادني متلبسة بالأحرف وتتبع أماكن الشبه فتظن نفسها مقصودة ولو كان احتمال الشبه لا يتجاوز الـثلاثين في المئة !
واليوم فاجأنا الدكتورُ بأن من الناس من يعدُّ الكتابة الشعرية ضربٌ من ضروب الأمراض النفسية !
فماذا أريد من الكتابة بعد اليوم وماذا تريد مني الكتابة !
ولماذا أحبها وهي تجعلني محطا للسخرية أمام الناس ومعرضا للفضائح
تكشفُ عما بداخلي ؟
مرة أخرى .. عندما أكتب تستعصي علي الكلمات التي كانت تتسلل إليَّ لحظات الغفلة عن الكتابة وتتراقص أمامي الجمل الشعرية على نغمات موسيقية عالية وتتقولب القوافي منضبة منصاعة لما يتحتم عليها أن تكون عليه
ولكنها سرعانَ ما تنفر وتهرب عندما أحاول أن أسطرها , ناهيك عن الجهد المضني عندَ جمع الأفكار واستحثاث الألفاظ بغية التجديد والتنويع عند بعثرة الحصيلة اللغوية التي غالبا ما تغلقُ أبوابها دوني !
عندما أكتب أتمنى أن أحصل على قطعة ثمينة غير أني آتي بها كقربان قابيل , لا تسمنُ ولا تغني من جوع !
ولعل جواب سؤالي الآنف الذي يتساءل عن سر بقائي على دأبي أكتبُ وأحب أن أكتب رغم كل العناءات والأتعاب
أقول لعل الجواب هو أنني عندما أكتب أرتاح ولو كانت كتابتي لا تتجاوز الورقة والقلم !
عندما أكتبُ أشعر وكأني أهديتُ لنفسي إنجازا لا تنسخه الأيام , وأشعر أني دبجتُ ذكرى وإن لم يكن في الحرف شيء من الذكرى
بمعناها الذي نعرف ! لكن هي ذكرى قلمي وعمره الذي وصل إليه وذكرى كلماتي التي كنتُ أستخدمها
وأسلوبي الذي أترسم خطاه .
عندما أكتبُ فإنني أطربُ أو أرتاح بعد أن أتعب
وأبقى أكتب "عندما أكتب" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق