
ذات صباح مشرق , وعصافير مغردة , ذهبتُ وأختي مع والدي رحمه الله مشيا على الأقدام إلى مدرستنا الابتدائية ,
وكنتُ أحمل في داخلي, وفي حقيبتي مشاعر عدائية تجاهَ المدرسة لأنها تحرمني من لذيذ النوم , ومن نافلة القول في ذلك أنَّ عمي رأى
صورة لي وأنا في ذلك الحين , فتذكر موقفا لي فقال : هذا عندما عدتِ من المدرسة وقلتِ : سأسحب ملفي ..!!
كنتُ أظنه يقصد أختي التي كانت تشاطرني ذات الصورة , فضحكتُ وقلتُ لها ما الذي أدراكِ بالملف إذ ذاك , فقال عمي :
لا بل أنتِ من قال ذلك . :) ..
المهم , ذهبتُ إلى المدرسة بعد بكاء وعويل و دخلنا ووقفنا في الطابور منفذتين للروتين الجاري ربما إلى الآن من
إطلاق السلام الملكي الصباحي والذي كان يسبقه قراءة لسورة الفاتحة بترتيل غريب عجيب كلنا كان يتقنه ..!!
ولا نبدأ القراءة إلا باستعاذة وبسملة ثم نقرأ وننهي قراءتنا بعبارات ليس من السنة الاختتام بها وهي : صدقَ الله العظيم
وصدق رسوله الكريم ..!!
ثم نبدأ بـسارعي للمجد والعلياء ..
ذهبنا إلى فصولنا , وكلي غيظ وغضب ..!!
وزاد على ذلك ألم في بطني , وجاء وقت الفسحة "والفسحة لمن لا يعرفها وقت تناول الإفطار ..
حتى أن أمي حفظها الله علمتني أنشودة على عهدها كانت تقال كلما دقَّ جرس الفسحة :
" فوووسحةْ فوووسحةْ ..
والي نايم يصحهْ
دردبوني دردبةْ ..
حسبوني حبحبةْ "
وطبعا استمر هذا النشيد حتى لكأنه سنة متبعة سمعتُها في عهدي , ولا أدري هل اندثرت هذه العادة الآن أم لا ..
لما جاءت الفسحة , ونزلنا التقيتُ بأختي , واشتريتُ "قنبري" أو "شبسا" في أحد الروايات :)
ومع ألم بطني حصل لي غثيان أشهدهُ أحيانا حتى الآن في طريق الهدا ..
و...... حدث ما في بالكم ^^ .. وعلى "مريول" أختي المسكينة , والمريول أعزائي اسم للزي المدرسي ,
وزينا المدرسي في مكة زي أخضر وقامت أختي بمسحِ مريولي ومريولها , وكان يوما حافلا بالأحداث .
بعدها بسنوات وتحديدا في الصف الثالث الابتدائي , أوكلت أمي لأختي مهمة إملائي بعض السطور فقد كان عندي في اليوم
الذي يليه اختبار في الإملاء , أخذت أختي كتاب القراءة والذي كانت المعلمة تتابعه وتقوم بتصحيحه من آنٍ لآن
للتمارين المتمثلة في صفحاته بعد كل درس ..
أخذت أختي الكتاب وقالت لي كلما أخطأتِ خطأً سأرسم لكِ في الكتاب وبالقلم خطا حتى تكتمل صورة إنسان ..
وهذا رسم توضيحي لما أعنيه :)
الصورة :
وطبعا كنتُ من أبلد الناس في الإملاء وأيضا هذا أمر غريب ^_^ لأن الفاصل بين إتقاني الإملاء وسوء إملائي سنة أي أني لما وصلت للصف الرابع انتقلتُ نقلة واضحة من مستوى إلى آخر حيث نضجَ عندي الإملاء تماما ولله الحمد , وفعلا قامت بعمل الشكل الذي رأيتموه أمامكم , ثم لما انتهت من رسمه أصبحت
تضيف العبارات ..!!
وأنا غير راضية ومنزعجة , وفي اليوم التالي وقع الكتاب بيد المعلمة لتصححهُ , فنادتني (ظنا منها أني أتخذ الكتاب
معرضا لمواهبي ) وقالت لي : ماهذا ؟!
قلت لها : هذا الذي ترينه من أختي .!! كانت تمليني وكلما أخطأت ( وسردتُ لها القصة بكل شفافية وصدق )
ولعلها ظنت بي سوءا فقالت لي : اذهبي ونادي أختك من فصلها ..
مشيتُ الهوينا , وطرقتُ الباب على فصلِ أختي وطلبتها , ولما جاءت مثلت أمام المعلمة , وتفاهمت معها بكلمات
وأظنُّها وبختْها , :) وتستاهل ^^ .
انتظروني في تدوينتي القادمة بإذن الله تعالى
والـلطمات التي تلقيتها من مدرسة العلوم "القاسية" عليَّ .
انتظروني في تدوينتي القادمة بإذن الله تعالى
والـلطمات التي تلقيتها من مدرسة العلوم "القاسية" عليَّ .
برووو...أضحك الله سنك...ذكرتني بالطابووور...وتوابعه..
ردحذفأمم..رحم الله والدك...كأني أشاهدك الآن أمامي والحقيبة على ظهرك...:)
..ولا أظن أن أختك تستاهل...ولكن الحمد لله لم تأخذ صفعة...:)
..أحب هذا النوع من الذكريات..وهذا السرد الممتع..
دمتِ..في حفظ الرحمن..
..سكون الليل..