السبت، نوفمبر 23، 2019

بواعث الندم

نتيجة بحث الصور عن ندم

لم تكن المعاناة إلا رحمة من رحمات الله أو ابتلاء يتمحص فيه المؤمن من المنافق من ضعيف الإيمان، وليس ثمة مخارج أخرى ترمم الصورة التي نصل إليها في أعين أنفسنا، وكل القلق والخوف للخطأ الذي يحتاج إلى زمن من التعديل، وعمر من العمل الصالح والكفارات التي تخضع للاجتهاد لا للنصوص.
نحن لسنا ملائكة وبهذا قررت أن أعيش، ولكننا أيضا يجب أن نحفظ أنفسنا من النزول لدرك الشياطين، فلا نكون مصانع فساد وشرور وأذى لخلق الله!
في ذلك اليوم حينما ضربت أصابعي أرقام الهاتف حيث كنت أستجير من رمضاء روحي واستعار قلبي بالحكايا الساخنة بنار الفضفضة لصديقة لا تقل عني جهلا وطيشا، وأخذنا نتبادل سموم الكلام ونفتش عن العيوب التي لم تكن لتظهر لكلينا لولا أننا استبحنا مائدة الكلام وجربنا أكل لحوم البشر!
عبرت تلك الحادثة وبردت حرارتها في أنفسنا ولم نشأ أن نُخفت لهيبها ولظاها بالاستسماح من صاحبة اللحم، ولم نشأ أن نسكب على ضميرنا برد العفو أو التثبت، بل تركناها للتناسي أو النسيان وظلت في النفوس ضغينة، كلما ذكر اسم فلانة توجع القلب، ولا ندري عن السبب، غير أن هناك ما يوجع فحسب! وتكرر الموقف مرات ومرات 😞
ثم لما تجاوزنا ذلك الزمن وظننا أنا قد كبرنا وتحملنا مسؤولية أنفسنا عادت إلينا المواقف الممحصة، وعادت محاولات النجاح في الاختبار الجديد، أتذكر الصبر، وأحاوله، أغالب ما بنفسي من شهوة الانتقام والانتقاد، فأبتلى من الخارج بمن يستبيحون الكلام، وحين أحاول ذكر المحاسن وسد الثغرات ينعتونني بالطيبة جدا والمسكينة، وأنا والله أعرف ولكني لا أريد أن تخرجنا تلك المواقف من مروءتنا وأدبنا، وأن تعطينا كرت عبور إلى النيات والحكم على المواقف بعين عوراء!
نعم ها أنا أقف بعد عام كامل من موقف شاقٍّ مر على نفسي صبرتُ نفسي فيه حتى انفرط العقدُ وتناثرت حباته، تجمعنا على دمعاته، ولكننا بُعيده، وبعد أن انطفأت جمرته عاد كلٌّ إلى مكانه، ولكن ضميري لم يعد ولم يهدأ؛ لأنني لم أنتصر على نفسي، ولم أتحمل حرارة الموقف بعد أن حاولت تجاهل لظاه!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق