الأحد، نوفمبر 03، 2019

مراسم الدخول لعالم العجائب ...!

نتيجة بحث الصور عن عالم العجائب

مراسم الدخول من بوابة عالم الأحلام وتحقيق الأمنيات الهيئة الملكية الجامعية (جامعة أم القرى)  هو أن تمتلك كرتًا صغيرًا بلاستيكيا تبرزه عند بوابة الدخول لتعبر مطمئنا بسلام وأمن دائمين !
ولأنني قدرًا - والحمد لله على كل حال- كنتُ متعاونة في الجامعة فإن بطاقتي ليست من بلاستيك وإنما من ورق غلفوه تغليفا حراريا وحبسوا فيه صورتي الشمسية، وكنت أستخدم هذه البطاقة طيلة فصل مضى وانطوى، وقد رقموها بتاريخ تنتهي فيه صلاحية هذه البطاقة وكان في ٢٨ من شهر شعبان عام ١٤٤٠هـ ، ثم أطرّد وأشرّد بعدها وتصبح الجامعة مني براءً، فقد انتهى أوان الخدمة وصار علي انتظار قرارهم هل أكون ضمن الطاقم العام القادم أم لا !
وقدر الله وانضممت لهم مطلع هذا العام وكنت مغتبطة ببطاقتي إذ إنها وإن كانت غير سارية المفعول فإنها تثبت انتمائي لهذه القطعة المُذهّبة من الأرض، التي فُرشت بالورد والنيلوفر والآسُ والقرنفل فإذا ما نظرت إلى يمينك رأيت الأزهار تستقبلك، وإذا نظرت إلى يسارك وجدت الأنهار بجانبك، ومقاعد الجلوس الموشاة بالنقوش العجيبة وقوائمها المذهبة تتلقاك في كل مكان وإنك لتحتار أي الأماكن تختار من كثرة ما يرد عليك من أمنياتك الموجودة في تلك البقعة النادرة من الأرض، وترى البنات كالدرر يتمشين في جنباتها، بناتٌ قُطعنَ من اللدن وقُدّت حناجرهن من القصب، وحُشيت بكل لفظٍ فيه نعيم، فلا تسمع إلا هتافا ناعما، أستغفر الله قلتُ هتافا! فلا تسمع إلا همسًا أو بعض همس يسحرك، فلا الشتيمة من أخلاقهن، ولا اللعن يدون على ألسنتهن، وعند تلك البوابة لا يدخلُ إلا المطهرون، فلا تشمّ إلا طيبا ولا تسمع إلا طيبا، ولا تبصر إلا طيبا سلام في سلام في سلام، حتى ليخال للداخل أنه سافر إلى بلاد العجائب، أو أنه نائم يحلم، أو أنه في الجنة على الأرجح! ولكننا لتكرر الزيارة اعتدنا على تلك المناظر الخلابة، ومع ذلك ما زالت تسحرنا بخلابتها، واللهم لا تكتبها كذبات عليّ فما ذاك إلا لوجد وجدته وأمر رأيته!
عند تلك البوابة التي تصلك بعالم العجائب أبرزت بطاقتي مهرولة إلى الجانب القريب من الدرج، وحيث عثر حظي ذلك اليوم، إذ إن تلك الجنة لم يكتب لها الكمال لأنها جنة دنيا فالحظ فيها ليس مضمونًا، المهم أنني توجهت من جهة لا ألج منها وإنما قلت هذه الجهة أقرب للدرج، فأنا لا أحب استخدام المصعد ليس خوفًا وإنما سمعت مرة أن الدرج تحرق سعرات حرارية أكثر ومنذ ذلك الحين وأنا أشعر بالانتشاء عندما أصعد من الدرج وإخال أني فقدت عددا من الكيلوات في كل مرة أستخدمها فيها :) 
ولما أن توجهت إلى درج السعادة ومعارج الاطمئنان إذ بأخت إبليس تناديني على بوابة الدخول، فأزالتني عنها فأخرجتني مما كنت فيه، وعلى كتفي حقيبة تزن شيئا من الكيلوات وفيها نموذج اختبار البنات ويحتاج تصويرا، والمحاضرة موشكة على البدء، وقد لممت أجزاء عباءتي على يدي كي لا أتعثر في عالم العجائب، لكن تلك أخت إبليس لم يرق لها منظري هذا ونادتني بصوت ناعم ودود: يا أخت يا أخت! قلت لها: وما ذاك؟ قالت: هاتي بطاقتك. ولم أحر جوابًا سلمتها البطاقة وكأني أسلمها قطعة من قلبي ولكنّ منسوب اللامبالاة عندي أصبح عاليا..
نظرت إلى البطاقة وقالت: بطاقتك منتهية. قلت بوقاحة منقطعة النظير: نعم أعلم، ولي معاملة لبطاقة أخرى ستصدر قريبا أنا أستخدم هذه ريثما تصدر الجديدة، وفي نفسي أقول: (بركات تعنتكم يا حلوين)!
وظننت أن هذا سوف ينجيني من ظلمات الخروج من هذا العالم، قالت لي: توجهي لصاحبة (الكاونتر) هناك. عذرا فعالم العجائب ليس مكتملا فقد نجد فيه ألفاظا هجينة من مثل هذه لكنها ستزول ستزول !
توجهت لصاحبة (الكاونتر) فإذا بأخرى من الذين أصابتهم المنة وظللهم الفضل في إمكانية الدخول لعالم العجائب، ولكنها لم تكن تملك بطاقة كحالي إنما كتب اسمها عند البوابة ، بل لم يكتب وإنما كانت صاحبة الكاونتر تبحث عن اسمها ولما لم تجده، اتصلت بالجهات المختصة وبلغت عن اسمها، وضمت اسمي إلى اسمها فقالوا لها: لا يُسمح لها بالدخول!
أستاذة ولدى طالباتها اختبار، والاختبار موشك، والوقت كالسيف، وهم يحدثوني بكل برود، لا يمكنك الدخول!!! نعم؟ أختي أنا أستاذة وطالباتي لديهم اختبار الآن و.... قاطعتني: أنا لا شأن لي قالوا ليس لك دخول!
قلت: نعم! وما الصنيع الآن؟ قالت: اصبري اتصلي برئيسة قسمكم!
اتصلت بها ولم ترد، ومما زادني حنقا أني وجدتها متصلة على تطبيق الواتساب، فاتصلت بها من خلاله (وهي حركة خبيثة لا أحبها ولست من مؤيديها ولا فاعليها ولكن الموقف يتطلب).
وكنت قد تواعدت مع صديقتي الحبيبة غفران، والغالية بشائر ووعدتهما بالحضور والسلام عليهما قبل محاضرتي، ولكن الوقت مضى ولم أحضر فاطمأنتا عليّ: 
-أين أنت؟ 
-أنا عند بوابة عالم العجائب منعوني من الدخول!! 
طلبتُ من غفران أن تصور لي أوراق الامتحان في الخدمات حتى لا أتأخر أكثر مما تأخرت، فقد كنت على ثقة بأني سأدخل إن شاء الله، ولم تقصر، وهي المرة الأولى التي أشعر فيها بمدى صدق قولهم: الصديق وقت الضيق! وزاد تأكد هذه المقولة عندما اتصلت بي بشائر تعرض خدماتها رضي الله عنها وأرضاها.
في تلك الأثناء حصلت اتصالات متوالية وتواصلات متسارعة تم في آخرها دخولي إلى عالم العجائب عبر ورقة صغيرة لا تتجاوز الأصبع، كتب فيها: يُسمح لها بالدخول. وعبارة بالشفاه معها أو عبارتان: فقط اليوم يسمح لك، (إحنا أعطيناك مهلة ولكنك أهملت)!!!!
يالهذه العبارة التي أوجعتني، في حسابي على شيء لا ذنب لي فيه!! وقد كنت أتصبر قبلها وأعرض عن نزقها صفحا، قلت لها: ما هذا الكلام!! أنا أستاذة وتتحدثين معي بهذا الأسلوب! وفي النفس قلت: (والله لولا ما أوكل إلي من مهمة التدريس لما أتيت) أتظنينني آتي لألعب !!
أخذت تلك القطعة الصغيرة ومعها جرعة غضب وبعد ١٥د من محاضرتي دخلت للطالبات واعتذرت على التأخير غير المقصود.

هناك تعليقان (2):

  1. عن كل مرة أسمع فيها مواقف هذه الجامعة، تغتم نفسي منهم، والحمد لله الذي أخرجها من نفسي، بغير أسف.

    ردحذف
  2. هههههههه أعاذك الله من الغم يا صديقتي !

    ردحذف