الجمعة، أغسطس 25، 2017

حديثُ قلب..



على اعترافهم بي إلا أنهم يغضون الطرف عن أشيائي
وعلى طلباتهم المتكررة لا يستمعونَ لوجداني
وكلما قابلتهم أظهروا عكس ما يصوره لي غيابي عنهم، وحديثهم في المشاهد يخالف ما يعرفه كل شاهد!
لا أدري أأصدّقني إحساسا ونبضات قلب ومواقف، أم أصدقهم كما ترى عيناي دون تغلغل في ما توجبه المحاذير.

في اليوم الذي أتأهّبُ لتشريع أبواب قلبي من جديد، وإزاحة الغبار والصدأ عن مكاناتٍ مهترئة من طول العهد يتكرر عليّ مشهد من مشاهد الغدر الماضية، فأمتنع عن تلك الأفعال الحسنة وأبقى كما أنا فتمر على قلبي الدهور ويصعب التواصل بعد ذلك.
كل النوافذ للتواصل مشرعة، ما غيرَ روحٍ بالتخاذل مترعة
زادت لنا فرص اللقاء وأحجمت، فرص القلوب، لأنها متوجّعة

ومن هنا من صوت قلبي أخرجت قائمة مخطوطة بالأسماء التي عَبَرَتْ عليه، موثّقة بما يشبه الشمع الأحمر ظنا مني أني لن أفرّط في حرف من أسمائهم، لكنني بتُّ أشطبها بقناعة تامة.
لن أقول كما قال المتنبي:
لك يا منازل في القلوب منازل
أقفرت أنت وهن منك أواهل
وإنما سأقول:
لم يبقَ في جنْبَيَّ منكم نازلُ
القلبُ أقفرَ والديـــــارُ أواهلُ

آسفةٌ حقًّا أن زمن النضج أخرج ثمارًا كهذه، تنظر إلى المسافات الشاسعة من الخذلان لتجني الحنظل والشوك، لكنني ما أزال معلقة بعريشة من أمل تحاول تجديد ما تهاوى من الروح، وتُبلسم الجراحات، تجتث الحنظل والشوك لتغرس الورد مكانه
لعل قلبي يعود آهلا بسكانه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق