الخميس، نوفمبر 24، 2016

المتعاطفون بلا معنى!

نتيجة بحث الصور عن حريق إسرائيل

اليوم نستقبلُ أجمل خبر تاريخي وهو اندلاع نار عظيمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل الكيان الصهيوني اليهودي.
ومرد هذا الفرح راجعٌ إلى عقيدة راسخة في قلب كل مسلم نشأ في بيئة مسلمة تعرف أن هذه الأرض أرض فلسطين أرض المسلمين، أرض مقدسة حوت ثالث أعظم مسجد بني على وجه الأرض، وتم احتلالها من قبل يهود غاصبين شرذمة قليلين، أخرجوا منها أهلها، وعمروها فسادا، وهجروا أهلها وغصبوهم مساكنَهم وأرضهم وأموالهم، وهدموا بيوتهم في جرأة وخسة ودناءة لم تحمل لها الحكومات أي ردة فعل تستحق الذكر إلا القليل، ثم باءت محاولاتهم بالفشل لأن تلك المحاولات كانت تنقصها مقومات النصر!

واليوم وبعد أن قامت المستوطنات اليهودية وأخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها، أتاها أمر الله وستغدو بإذن الله حصيدا كأن لم تغنَ بالأمس، وسيصبح بني صهيون يقلبون أكفهم على ما أنفقوا فيها وهي خاوية على عروشها.

هكذا كما طَرَدوا طُرِدوا، وإني لأرجو من الله العلي القدير أن يلحق هذا النصرَ السماويّ نصرٌ أرضي إسلامي مصدره السماء فيتحقق على أيدينا الجلاء فنخرجهم من أرضنا، وإني لأنتظر وعد الله فيهم في بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعالَ فاقتله).

أما الناسُ الذين يتعاطفون مع المحتلين فتعاطفهم هذا بلا معنى ولا لون وليس له وجه على الإطلاق، لأنهم لم يجربوا طلقة رصاص تخترقُ قلوبَ أحبابهم، ولم يتفجعوا باختطاف ابن أو ابنة فجأة ودون سوابق إنذار، يتعاطفون من تحت أجهزة التكييف، ومن فوق أسرتهم، أو على مائدة الإفطار، أو في أي شكل رفاهي.
لم يجربوا سطوة الظلم، أو منع الحقوق، إلا تلك التي سموها حقوقا من ذات أنفسهم، والتي تعني مخالفة الأوامر الإلهية والنواهي أو إنكار حد معين!
لم يجربوا الإخراج من بيوتهم بغير حق، لم يجربوا الإجلاء، لم يجربوا غدرة غادر أو فجرة فاجر وقعت عليهم، كل ما لديهم هو رصيد زائد من التعاطف الذي بلا معنى.
لم يجربوا حرقَ القلبِ بالغصبِ وإزهاق أرواحِ أهل بيتهم أمام ناظريهم واحدا تلو الآخر، لم يروا انتهاك عرض زوجاتهم أو بناتهم أو أخواتهم أمام أعينهم في صورة مذلة مهينة، لم يعطوا إنذارا لإخلاء بيوتهم في مدة لا تتجاوز ٢٤ ساعة ليجدوا منازلهم -بعد قليل- ركاما أمام أعينهم، لم يشعروا بالكمد، ولم يعرفوا الحقوق الحقيقية للإنسان.
وعندما يجد المسلمون متنفسا من الفرح في أمر سماوي نزل بمن كان شأنهم التشريد والتطريد والظلم والإذلال والاستحلال ممن لم تطرف لهم عين إلا بظلم، ولم تسر لهم قدم إلا بظلم، ولم يضعوا لبنة على الأرض أو يقيموا منشأة إلا بظلم يأتي أصحاب العواطف الزائدة والمشاعر المتطرفة بذكر الرحمات ويستطيبون الدعوات الطيبة في سماء الله لهؤلاء الفجرة الكفرة الظلمة.
وليس غريبا أن تطلع علينا هذه العينات "الغبية" مع احترامي الشديد لنفسي لا لهم، تطلع علينا وتطل كما يطل لسان الأفعى أو كما تطل الأفعى من جحرها، ليس غريبا أن تطلع، فالناسُ  يمحصون، ليميز الله الخبيث من الطيب.
 دعهم أيها المتعاطف المسكين يتشردون من ديارهم، دعهم يُخرجون كما أَخرجوا الذين آمنوا من قبل، دعهم يتفجعون وتقض مضاجعهم، دعهم يسكنون الملاجئ والأقبية، دعهم يشعرون بقيمة الأموات الذين أهدروا أرواحهم بالآلاف، من أطفال وعجائز ونساء وشبان وشيب، دعهم يستشعرون معنى الترمل، واليتم والقهر والذلة المضروبة عليهم أصلا.

قبل أن أختم حديثي أوجه كلامي إلى كل متعاطف أو محايد في هذه المسألة: إذا ذكرت حقوق الإنسان فلا ترفع عقيرتك وكأنك في ركب الحقوقيين منهم!
وإذا جاءك -لا قدر الله- محتل فادعُ الله له بالسلامة حتى يسلخك من جلدك، وإذا قتل ابنُ الجيران ابنك فلا تطالب بالقصاص فالجارُ أولى بالإحسان ممن باعدت بينك وبينه الديار وكما تعلم الأقربون أولى بالمعروف!
إذا تحدث عنك أحد بسوء أو رماك بتهمة فادعُ الله له بالخير والزيادة في ماله وأهله وتعاطف معه لأنه إنسان مثلك عدت عليه نفسه وشيطانه فأخطأ في حقك!
ولا تتحدث أبدا عن معاناة السوريين ولا العراقيين ولا أي مظلوم في الكرة الأرضية حتى لو كان أنت اسكت وادع الله وتعاطف مع ظالمك مهما كان جبارا عصيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق