السبت، أغسطس 20، 2016

فضفضة ..

 
وجهك كسيف
نجوميتك خفتت و دمعُ روحك جفّ
وربيع قلبك استحال خريفا
وأنت ما تزال واقفا صامدا في وجه الريح
تُعارك الآمالَ ترقبُها وعينُك شاخصة من الآلام
ومع ذلك أراك تلوك الصبر أشكالا و ألوانا
و مهما أطاح بك الجهدُ تتردّى وشاحَ المكابرة
تشيخُ الأمراض في حجرك وأنت لا تشيخ
إذا سألتُك عن حالك أعرف جوابك الدائم : الحمد لله أحسن !
و أنا أراك لا تتحسن ، بل تنتكس مرة تلو الأخرى
أتراكَ تصارعُ الأوجاعَ و لا تريدها أن تعرفَ عنكَ غير الجلد وقوة التحمل ؟!
أم تراهُ العمر علّمك الصبر وفتحَ لكَ أبوابا فسيحة من جنائنه فما عدتَ ترى إلا إياه وتركت السخط يقف على أبواب المساكين ؟!
أستغفر الله ! 
لستُ أعني المساكين الذين أعوزتهم الحاجة و أضناهم الفقر و ألجأتهم الفاقة إلى حال بائسة لا .. فهؤلاء أجرهم إن صبروا عظيم .
ولكني أقصد المساكين الخاسرين الذين سيخسرون أنفسهم بجائحة السخط إذ يتسخطون على أقدار الله ويكون بذلك لهم السخط .
هل عندك بوحٌ ترتله لأحد ؟! أين تسكبُ هينماتِ شيطانك ، و وسوسات إبليس في أذن الرضا أن ارحل عنه ودعني أتولى قلبه ؟!
كيف تتشامخُ أمةً وحدك صامتا يردُّد بصوت الحال " فصبرٌ جميل"
يعقوبيَّ الصبر أنتَ ؟! أيوبيُّه ؟!
 ألمك يا جبلا لا يتصدع من خشية الأقدار شموخك المتفرد جذورك الضاربة في أعماق الإيمان شيء لا يفارق مخيلتي ... 
مَنَّ الله عليكَ بالفضل المدرار ، و أنبت بين جنبيكَ قلبا جديدا وعزما حديدا وشفاءً فريدا وآتاك عمرا على العافية مديدا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق