ماتت عبيرُ فلا عبيـرَ يفوح
حقٌّ لمن وافى هنا التسبيحُ
ماتت فتاةٌ كالزهورِ بعمرها
ولها يرقُّ الشعرُ فهو ينوحُ
تبكي العيونُ أيا عبيرُ وما لنا
غيرُ التصبرِ والبكاءُ يريحُ
يا ذاتَ خمسِ بعدَ عشرٍ ودعت
كيفَ الوداعُ وكيفَ راحَ الروحُ
مُلئ المكانُ بضحكةٍ وببسمةٍ
والآن يملؤه الأسى وجروحُ
كرسيها يشكو مرارةَ فقدها
وعليهِ من عطر العبير مسوحُ
ووقفتُ في الطابورِ ذاتَ صبيحة
ألهو بشعركِ شدني التسريحُ
فرأيتُ جسما ناحلا , سآلتها
ما هدهُ ؟! فإذا الجوابُ " صريحُ"
عنِّي أشاحت والدموعُ غزيرةٌ
مرضٌ عضالٌ بالمماتِ يلوحُ
فعرفتُ أن الخطبَ ليسَ مهوَّنا
وعلمتُ أن الأمرَ فيهِ قروحُ
وغدوتُ أهربُ بالخيالِ كليلةً
وجعُ الوساوسِ هدني وجموحُ
في كل يومٍ أرقبُ الخبر الذي
أخشى يباغتني فتُفجعُ سوحُ
إيهٍ إذِ انفجعت رؤايَ بنعيها
والجوُّ رعبٌ , والرياحُ تروحُ
أسدلتُ أستارَ الدموع بوجنتي
ودعوتُ ربي أن تسرَّ الــروحُ.
رحمها الله وأسكنها فسيح الجنان,,
ردحذفكلمات مؤلمة حقاً !