الثلاثاء، يونيو 07، 2016

و رحلتْ


تركت كل ذلك خلفها و رحلت ..
هكذا انتهى كل شيء بالنسبة لها ، وخلفت فيَّ الحنين كل يوم يكبر 
رحلت وابتدأت حياتها الجديدة ، لمْ تُلغِ الماضي الذي كان تماما ، فهي تحاول أن تفتل حبل الوصال برسائل هشةٍ في الوصل نارٍ على الشوق ..
لا أعرف أي عارٍ تخشاه من وصالي ؟ و أي ظن تنتظره من علاقتها بي ؟
أ لم نجتمع على الخير ؟ أ لم أكن لها الصديقة الصدوقة ؟ أ لم نتعاهد على البر والتقوى ؟
أ تكون معرفتي بها عن طريق منتدى سببا لكون العلاقة مشبوهة ! بعد أن عرفتني بعد أن قابلتني و رأتني ورأت أمي وأختي ، وتقابلنا ثلاث مرات لثلاث سنوات متتالية ! 
يااااااه ! ما أثقل عدها أهي ثلاث سنوات حقا ؟ المرة الأولى التي رأيتها فيها كانت عند بوابة الحرم جلسنا ونزلت من الفندق المجاور من أجلي ، كما ذهبتُ إلى الحرم من أجل لقائها فقط ، و كان ذلك في شوال ، أهدتني عطرا وأهديتها عطرا كذلك !
ثم إن السنة التي تليها كان لقاؤنا أجمل وكأن العلاقة توطدت وبدت أغزر وصلا وأوفى وأحلى ، ذهبت إلى المسجد الحرام محملة بالهدايا من أجلها ، وأهدتني هي كتابا رائعا أحتفظ به حتى اليوم وقرأته كله .. 
تلك المرتان الأولى والثانية كان لقاؤنا على موعد ، لكني في المرة الثانية كنتُ متعجبة من توجسها ، كانت تريني أهلها من بعيد وتمنعني من السلام عليهم ، وأنا أعذر ذلك وأقدره فعادتهم تحتّم عليها أن تخفي الأمر و كأني عارٌ ! ومع ذلك احتملت من أجل أن تبقى علاقتها بأهلها طيّبة ولا تتعرض لتساؤلات ثم تحرم على إثرها من الإنترنت ! 
في العام الثالث لم تخبرني بقدومها ، ولكنّ الله ساقني إلى الحرم لألقاها ، ولما أن أحسست بوجودها  ، حملت هاتفي و اتصلت بجوالها ولا رادَّ ولا مجيب ، وأنا أبصر أهلها أمامي أخوها الصغير والذي كان يأتي معهم محرما ! أختها أمها ..... أخذت أتصل وأتصل ، هل يعقل أنها لا تريد أن تراني ؟! لمحتها وقبضت عليها فترددت وكأنها تخفي شيئا سلمتُ عليها سألت عن حالها عاتبتها لأنها لم تخبرني ، سألتها عن جوالها فقالت : إنه ضاع .
صدقتُ الموقف على علاته وبلعته على مرارته ، لنبقى صديقتين ولأقدم جانب حسن الظن .
و الآن وقد مر على صداقتنا سنوات ألغت فيها رقم جوالها الذي كنا نتواصل به من فترة لأخرى ، و عطّلت حسابها على تويتر دون أن تخبرني ، أعادت لي إرسال رسائل البريد الإلكتروني لأحتفظ بها وحدي وحذفتها هي ...

و تركت لي الجمل بما حمل ، و تزوجت وغابت ، ظننتُ أنها غيبة العروس التي تعود بعد أشهر من غيابها وانتظرتُ ترقبتُ تألمتُ ، ولكن ! 

بعد سنة ربما من الغياب وجدتُ لها رسالة محبة في صندوقي العام في المنتدى شعرتُ أنه ظهورٌ أيقظ فيّ كل ما سكن ثم تلاه غياب جديد عادت بعده ببشرى مفرحة ! 
بشرى ابنها الأول والذي سعدتُ به لها كثيرا خاصة أنها سمته على اسم كان وما زال كنية لي ! وقد كنتُ أكنيها بأم مجاهد و تكنيني بأم عبد الله ! 

غابت تلك السنوات و غابت معها الرسائل والتواصل والرقم والصوت واللقاء .


من كان يظن أن الناس بلا إحساس فليضع يده على قلبي الآن ! 
حرر اليوم في هذه الليلة الفضيلة ليومين خليا من رمضان المبارك في عام ١٤٣٧هـ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق